تحاول هذه الدراسة کشف اللثام عن آليات السرد فى شعر العصر المملوکى الأول، وتسليط الضوء على أبرز شعراء العصر الذين تجلّت فى أشعارهم عناصر البناء السردى وتقنياته. کما تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة، منها: ما هى الآليات والتقنيات التى استعارها الشعر من النثر کى يحقق سرديته؟ وکيف ظل هذا الشعر الزاخر بالقصص والحکايات تابعاً لبنية الشعر، ولم يفقد مکوناته الأصيلة من إيقاع وتصوير..؟ ثم کيف حقق السرد قدراً عالياً من العمق الفنى للقصيدة، وأسهم فى خدمة التجربة الشعرية؟ وکيف أصبح الشعراء رواة وشعراءً فى الوقت ذاته؟ وکيف وظّفوا الزمن والمکان والشخصيات والحوار.. فى التعبير عن آرائهم ومواقفهم؟ وکيف استرجعوا مشاهد النصر فى قصصهم، کما استرجعوا مشاهد الألم والحزن؟ وتجيب الدراسة عن هذه الأسئلة، وغيرها، من خلال التطبيق على أربعة نماذج مختارة من شعر العصر، تبرز أهم اتجاهات الشعر السردى وآلياته آنذاک، وتکشف عن وسائل الخطاب السردى المختلفة التى قدّم من خلالها الشعراء أحداث قصصهم، واستعانوا بها فى تشکيل حبکتهم الفنية، وتقديم رؤيتهم الإبداعية.