من الحقائق المسلم بها فى مجال الأدب المسرحى أن هناک  ثلاثة عناصر تؤسس النموذج البنائى للنــص المسرحــى باعتبــاره عملا دراميا وخطابا تواصليـا ، وأولهذهالعنــاصر الفضاء المکانى والزمانى الذى تجسده کلمات المؤلف فى النص حيث يترک الشخــصيات جانبا ، ويؤدى وظيفة المخرج على الورق ؛متحدثا عن مفردات المکان وطبيعته وفى بعض الأحيان مقصديته .أما العنصرالثانى فهو الشخصيات المتأثرة بعاملىِّ الزمان والمکان ، وهــى التى تتشکل منها الدراما المسرحية ، وکل شخصية لها وجودها الذاتى ودلالتها فى العمل ، ولا يتحدد هذا إلا من خلال علاقاتها بالشخصيات الأخرى فى النظام الدرامى . وکأن الشخصية مثل الکلمة الدالة على معنى ، وتمثل مع بقية الشخصيات الجملة الترکيبية ذات الوظائف النحوية المتعددة والمترابطة وفقا لسياق نَظم هذه الجملة ، والکاتب الجيد لايعنى بالضرورة بخلق أشخاص واقعيين حقيقيين يمکن أن نقابلهم فى مکان ما ، بل يکتفى بتجسيد بعض مظاهر التجربة فى شخصياته.