إن دراسة الأدب الجاهلي لها مذاق خاص وبريق مميز، لا يدرکها إلا من يُسِّر له الاطلاع عن قرب على ذلک الکم الهائل من المصادر التي حوت هذا التراث الأدبي العظيم. ولما کان الصيد ذا مکانة اجتماعية واقتصادية في المجتمع الجاهلي، فإنه قد احتل مکانة وموقعاً کبيراً في التراث الأدبي الجاهلي، فدراسة الطرديات أو مشاهد الصيد في الشعر الجاهلي توفر للدارس مجالاً خصباً يعينه على الإحاطة بالمجتمع الجاهلي من الناحية: الاجتماعية، والاقتصادية، والفکرية، کما أنها تبرز لنا صورة من صور الفروسية في ذلک العصر، فضلاً عن القيمة الجمالية والفنية التي نجدها في القصائد التي صورت لنا مشاهد الصيد