تعد المتغيرات السياسية الدولية والإقليمية منذ ( 1970- 1993 م) وما فرضته من تحديات ، من أهم الأسس التى أثرت فى السياسة الخارجية للدولة المصرية ، فلقد أثرت تلک المتغيرات على عملية صنع قرارات السياسية الخارجية والتى هى من أهم العمليات التى تميز تشکيل السياسية الخارجية من خلال سلسلة من القرارات التى يتم إتخاذها لمواجهة الأحداث السياسية المختلفة .
ولقد تمرکزت هذه العملية فى السلطة التنفيذية بصفة عامه ، وبالتحديد فى قمة هذه السلطة بعيداً عن المشارکة ، وهى سمة مشترکة فى الفترة الزمنية ( 1970 – 1993 م ) ، وإن کانت بنسب مختلفة بعض الشئ وفى بعض القرارات .
وبصفة عامة ، يمکن القول أن القرار السياسي هو المرآه التى تعکس أيدلوجية وأهداف النظام السياسى السائد فى الدولة خلال الحقب المختلفة .
ولاشک ان سياسة مصر الخارجية تجاه بيئتها الإقليمية والدولية دائماً هى نتاج عوامل موضوعيه کامنة فى سياقها وتطورها التاريخى والجغرافى والثقافى ، غير أن مثل هذه العوامل لا تستبعد الطابع والتأثير الشخصى لقادتها فى تشکيل سياستها الخارجية ، وذلک فى سياق الواقع المصرى الذى جرت فيه هذه السياسة والبيئة الإقليمية والدولية ، الأمر الذى أدى إلى إدارتها بشکل مختلف خلال الفترة الزمنية ( 1970 – 1993م ) موضوع البحث ، مع التسليم بأن قابلية النظام السياسى للدولة للتأثر بالمتغيرات الخارجية تختلف وفقاً لرؤية وإستراتيجية صانع القرار بها .