تتناول هذه الدراسة موضوع السياسة الخارجية للدول المتوسطة تجاه عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية مع التطبيق على السياسة الخارجية الأندونيسية . وتتطرق الدراسة فى هذا الشأن إلى تعريف مفهوم السياسة الخارجية والتفريق بينه وبين مفهومى الدبلوماسية والعلاقات الدولية. إلى جانب تفسير دور وتأثير المحددات الداخلية الأندونيسية والتى تشمل الجغرافيا البشرية والسياسية والموارد الاقتصادية والنسق والفکرى وآليات وأدوار المؤسسات السياسية من الرئاسة والبرلمان ومنظمات المجتمع المدنى ، والمحددات الخارجية التى تتضمن عضوية أندونيسيا فى التجمعات والراوبط والتنظيمات الإقليمية والعابرة للإقليمية والمنظمات العالمية والمتخصصة ومستوى وحجم التمثيل الدبلوماسى لأندونيسيا مع دول العالم – على محتوى وتوجهات السياسة الخارجية الأندونيسية تجاه الحقوق الفلسطينية فى الصراع العربى الإسرائيلى .
کما تعرض الدراسة للأدوات والوسائل التى استخدمتها أندونيسيا فى سياستها الخارجية الداعمة والمساندة للطرف الفسطينى فى مواجهة الممارسات والانتهاکات السرائيلية والفجة للحقوق الفلسطينيية ومساعيها – بالتعاون مع الدول العربية المتوسطة - على الساحتين الإقليمية والعالمية للتوکيد على المطالب العربية والفلسطينية المشروعة فى مواجهة الدعاوى والمزاعم الإسرائيلية والاندفاع والإصرار الأمريکى على إقرار الأوضاع الراهنة وإضفاء المشروعية عليها ؛ وهو ما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمى والعالمى . وانتهت الدراسة إلى بيان عوامل قصور وضعف السياسة الخارجية الأندونيسية فى عملية السلام بالمنطقة والتى تتمحور حول عوامل وأسباب تنظمية أندونبسية داخلية وأخرى مرتبطة بالجانب الفسطينى وثالثة تتعلق بحالة الضعف والنزاع بين الدول العربية والإسلامية فى مواجهة الاصطفاف والدعم الدولى والأمريکى لجانب دولة الاحتلال الإسرائيلى.