يعتبر نشاط المراجعة الداخلية من الأنشطة الهامة داخل المنشآت، لما يقدمه من خدمات للإدارات العليا عن طريق التقييم الدائم والموضوعي والمحايد لمختلف الأنشطة حيث تلجأ إليه بغرض التحکم في سير مختلف العمليات والأنشطة. ومن الدواعي الأساسية للإستعانة به هو ارتفاع نسبة المخاطر المرتبطة بالأنشطة التي تمارسها المنشآت، ودوره التوکيدي والإستشاري فهو يساعد المنشآت على تحسين عملياتها، وأصبح نشاط المراجعة الداخلية يشهد تطوراً مذهلاً في کل دول العالم المتقدم، وعلى خلفية هذا التطور کان يبادر معهد المراجعين الداخليين إلى تطوير الممارسات المهنية وإدخال عليها الکثير من التحسينات من أجل الإرتقاء بمهنة المراجعة الداخلية.
وعلى الجانب الآخر فمهنة المراجعة الداخلية مليئة بالصعوبات والعقبات التي تقف أمام فريق عمل المراجعة الداخلية، مثل کبر حجم المقاومة من أغلب الإدارات التي يتم المراجعة عليها وعدم تقبلهم في الکثير من الأحيان الملاحظات والتوصيات على الرغم من أنها تسعى إلى تحسين العمل، ويعود ذلک لعدة أسباب منها المرتبط بطبيعة عميل المراجعة نفسه ومنها المرتبط بالمراجع نفسه، وعلى الرغم من هذه الصعوبات؛ فقد أکدت معايير المراجعة الداخلية والإطار الدولي للممارسات المهنية الإلزامية وغير الإلزامية، الصادرة عن معهد المراجعين الداخليين على ضرورة محافظة المراجعين الداخليين على موضوعيتهم والعمل بکفاءة، ولذا تتناول الباحثة أسلوب تحليل السبب الجذري لتطوير عمل المراجع الداخلي في المنشأة ليتماشى مع الدور المطلوب منه وفقًا لما أصدرته معاير المراجعة الداخلية بإضافة قيمة للمنشأة.
وفي ضوء ماسبق سوف تتطرق الباحثة في هذا البحث إلى تطور عمل المراجع الداخلي في منظمات الأعمال، مفهوم وطبيعة تحليل السبب الجذري، وآثر استخدامه على إضافة قيمة للمنشأة، تمهيداً لإستخدام هذا التطبيق في مجال المراجعة.