لقد شهد المجتمع الليبى مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الإنفتاح على العالم الخارجى وظهور العولمة التى أثرت على کافة الجوانب، وأيضاً ثورة الإتصالات والتطورات التکنولوجية فى وسائل الإعلام، کل ذلک آثر على مفهوم المواطنة فى ليبيا، فالمتغيرات المعاصرة أصبحت شاملة لجميع جوانب حياة المواطن المعرفية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ويهدف هذا البحث إلى معرفة التحديات لمفهوم المواطنة فى الدولة الليبية بعد عام 2011، وقد توصل البحث إلى أن مشاعر التوتر والقلق وغياب الأمن الوطنى فى ليبيا أصبحت مؤثرة على أغلب الممارسات فى الحياة الثقافية فى ليبيا ، فأصبح الولاء للقبيلة باعتبارها کياناً اجتماعياً أکثر رسوخاً وأهمية من الدولة، لذا فالتحدى الحقيقى الذى يواجهه مفهوم المواطنة فى ليبيا هو تحدى هيمنة إنعدام الثقة بين المواطن والدولة، وشعور المواطنين بالولاء لعشائرهم، وکذلک يعد غياب الدولة المنظمة وتجاهل تعقيدات المجتمع الليبى أحد الأسباب التى تؤثر على مفهوم المواطنة، ولمواجهة المتغيرات المعاصرة المؤثرة على مفهوم المواطنة فى ليبيا تم إطلاق مبادرة رؤية ليبيا المستقبل، والمشارکة فى برنامج المواطنة الفاعلة.