دأبت النصوص الحربية المصرية خلال عصر الدولة الحديثة على ذکر الماريانو کأعداء للجيش المصري. وکان الحديث عن وقوعهم کأسرى فى أيدي المصريين يُعد نوعًا من التباهي والتفاخر بتکبيد أعداء مصر من الآسيويين خسائر فادحة بسقوط أمراء العدو وقادته وأبرز محاربيه في أيدي المصريين في القتال، خلال تلک الحقبة التي شهدت قمة التوسع العسکري المصري في منطقة الشرق الأدنى القديم. وقد تجلى ذلک بوضوح في نصوص الأسرة الثامنة عشرة من خلال حوليات الملک تحوتمس الثالث أشهر ملوک مصر المحاربين في حديثه عن حملته الحربية الأولى الشهيرة في مجدو، وکذلک من خلال النصوص المتعلقة بحملات خليفته الملک المحارب أمنحتب الثاني. ولقد أجمعت آراء المؤرخين والباحثين على أن الماريانو هم طبقة من المحاربين الذين تخصصوا وبرعوا فى القتال بواسطة العربات الحربية، والذين کونوا طبقة من النبلاء في المدن الکنعانية خلال العصر البرونزي المتأخر أي في النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد. وتشير غالبية الآراء التاريخية إلى أنهم کانوا ينحدرون من أصول هندو أوروبية. ويناقش هذا البحث قضية تاريخية هامة تتعلق بظهور الماريانو کأعداء لمصر فى الصحراء الغربية خلال عصر الرعامسة، وعلى وجه التحديد خلال أحداث الحرب الليبية في العام الخامس من حکم الملک مرنبتاح (حوالي 1207 ق.م) رابع ملوک الأسرة التاسعة عشرة، والتي واجهت مصر فيها هجومًا خطيرًا من الليبيين وشعوب البحر من ناحية الصحراء  الغربية، وذلک من خلال أحد المصادر التاريخية الهامة المتعلقة بحروب الملک مرنبتاح ضد الليبيين وشعوب البحر، وهي بردية أنستاسي الثانية؛ حيث ذکر الماريانو من ضمن أعداء مصر الذين اشترکوا في هذه الحرب. لکن الأمر المثير للاهتمام والتساؤل هذه المرة هو تواجدهم کأعداء لمصر في الصحراء الغربية للمرة الأولى والأخيرة في تاريخهم، وليس في مناطق سوريا وفلسطين کما اعتادت المصادر المصرية الحديث عنهم دائمًا طوال عصر الدولة الحديثة. ومن ثم فالبحث يناقش من خلال الأدلة النصية المتمثلة في بردية أنستاسي الثانية ومن خلال الآراء التاريخية المختلفة کيفية ظهور الماريانو کأعداء لمصر في الصحراء الغربية خلال عصر الرعامسة للمرة الأولى والأخيرة في تاريخهم.