تعد الکتابات الطلسمية القبطية أحد أهم مظاهر الخط القبطي؛ وذلک نظرًا لما يمکن أن تکشف عنه من أسرار هذا الخط، وتلقي بمزيد من الضوء على تاريخه وعلى حياة الرهبان المصريين الذين استخدموه خصيصًا في العديد من الأهداف والأغراض المتنوعة؛ فقد استخدم الرهبان الأقباط الکتابة الطلسمية القبطية لإخفاء الصيغ المختلفة في الشروح والکتابات والرسائل التي تداولوها خلال حياتهم الرهبانية، ولقد تم تسجيل ما يقرب من ثلاثين نموذجًا حتى الآن من الکتابات الطلسمية القبطية، والتي توزعت ما بين الکتب الدينية المختلفة، أو على جدران وأعتاب بعض الکنائس والأديرة، وکذلک على بعض الصخور والأحجار المتفرقة فوق التلال المنتشرة في الصحاري المصرية. وتهدف هذه المقالة إلى نشر قطعتين فريدتين من قطع الشقافة القبطية من الصحراء الغربية المصرية، واللتين تحتويان على بعض نماذج الکتابات الطلسمية القبطية. ولقد جاءت الشقافة الأولى من متحف الحضارة بالقاهرة والتي تحمل رقم 408. ومن الجدير بالذکر أن هذه القطعة تُمثل واحدة من مجموعة الشقافات القبطية التي تحصَّلت عليها من متحف الحضارة من أجل إعداد أطروحة الدکتوراه الخاصة بي وهي قيد النشر حاليًّا. أما القطعة الثانية فقد جاءت من ناتج الحفائر التي جرى تنفيذها في منطقة الدير البحري عام 1926، وهي محفوظة حاليًّا بالمتحف القبطي بالقاهرة، وتحمل الرقم 4563. وتحمل هاتان الشقافتان صيغًا فريدة من الکتابات الطلسمية القبطية. وتکمن الأهمية فيهما أنهما تلقيان بالمزيد من الضوء على أنظمة الکتابة الطلسمية القبطية، وکذلک على حياة الرهبان في الصحاري المصرية خلال العصر المسيحي.