کان لإقليم الفيوم العديد من الأسماء؛ الأمر الذي جعله يتفرد بين أقرانه بتعددها واستخدامها معًا في نفس الفترة الزمنية، وحتى الآن لم تُعالج تلک الأسماء لُغويًّا، وزمانيًّا، ومکانيًّا في دراسة شاملة لتسد تلک الفجوة بالنسبة لدارسي وعلماء اﻵثار والمصريات. وتهدف تلک الورقة البحثية إلى دراسة الأسماء التي ارتبطت بإقليم الفيوم في عصور مصر القديمة، وعمل قائمة إحصائية لتلک الأسماء، وبداية ظهور کل اسم وامتداده التاريخي، وطرح المشاکل المتعلقة بالامتداد الزمني والمکاني لتلک الأسماء. وتضم القائمة الإحصائية للأسماء التي ارتبطت بإقليم الفيوم أسماء مؤکدة ارتبطت بالإقليم؛ مثل: شي رسي (البحيرة الجنوبية)، وشي (البحيرة)، وتا شي (أرض البحيرة)، ومر ور (البحيرة العظيمة)، واچ ور (الأخضر العظيم)، وبايم (البحر أو البحيرة). ومن جهة أخرى تشير أيضًا القائمة إلى بعض الأسماء غير المؤکد ارتباطها بإقليم الفيوم؛ مثل: بنت واو سوبک (جزيرة سوبک). ومن خلال الدراسة اتضح أن کل تلک الأسماء ارتبطت بالمياه مثل بحيرة قارون، ومن ثم اتخذ بعضها مخصصات دالة على المياه. کما اتضح أن تلک الأسماء - مع الأخذ في الاعتبار استبعاد الأسماء غير المؤکدة - لم يحل إحداها محل اﻵخر بل استعمل بعضها جنبًا إلى جنب. وانتهت الدراسة إلى أن 'شي رسي‘ قد استمرت منذ الدولة القديمة وطوال عصري الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة تمثل إقليم الفيوم بأکمله. وفي نهاية الأسرة الثانية عشرة أصبحت کلٌّ من 'شي رسي‘ و'شي محتي‘ بمثابة قسمين إداريين يکوِّنان معًا إقليم 'تاشي‘. کما أوضحت الدراسة أن تاشي خلال العصر البطلمي - کما جاء في کتاب الفيوم - کانت تمثل الجزء الجنوبي من 'واچ ور‘ بينما کانت تمثل 'مر ور‘ الجزء الشمالي من 'واچ ور‘.