يُعد مفهوم الدمج في الأجسام المرکبة مدخلًا ابتکاريًّا؛ إذ إنه أحد أهم العمليات الخاصة ببناء التکوين في العمل النحتي، وهي عمليات دمج العناصر وخلق کيان متماسک أو متصل في سبيل الوصول إلى المحتوى الفکري الخاص للعمل الفني. وتلک العمليات -في بناء العمل النحتي من ناحية التکوين- تستهدف رؤية تعبيرية معاصرة (قضايا بيئية أو سياسية أو اجتماعية)، وعرض تجارب النحت في الحضارة المصرية القديمة نظرًا لما تحتويه من أشکال عديدة للدمج، ومنها: (الجزئي والکلي) وتعطي فرصة لتحصيل الخبرات البصرية التي تساعد في الوصول إلى ذاتية الفنان، اعتمادًا على المحتوى الفکري الذي يشمل المعتقدات الدينية والأساطير. تناول المحتوى الفکري للدمج عن طريق نظريات نقدية کنظرية (الجشتالت) التي أکدت علاقة الجزء بالکل: "فالجزء في کل يختلف تمامًا عن نفس الجزء إذا کان منفصلًا أو في کلٍّ آخر؛ حيث يکتسب هذا الجزء صفاته من خلال وظيفته ودوره في الکل الذي يتبعه"، والنظرية الوجودية: "وتحرر الفنان من قيود المجتمع وتُعبر عن ذاتيته بِحُرِّية"، والنظرية التفکيکية: "تعتمد على مبدأ عدم تثيبت المعنى، والدعوة إلى عدم التراتبية، والشک في کل الأنظمة والتقاليد السائدة"، وتوضح إدراک کل عنصرٍ على حدة، مما يمکن الإفادة منه في استخلاص مداخل تجريبية جديدة وصياغات تشکيلية تثري مجال النحت المعاصر.