يهدف البحث الي محاولة إيجاد مدخل لدراسة خصائص الفن الإسلامي وتأثيره على الحرکات الفنية الحديثة، من خلال دراسة المصادر الفکرية المؤثرة على الفن الإسلامي، واستخلاص أهم القيم الفنية والفلسفية والروحية ومن ثم تأثر الحرکات والمدارس الفنية الحديثة بقيم الفن الإسلامي. ونجد أن ثمة معالم تربط بين الفن الإسلامى الهندسى والإتجاه الذى سارت عليه حرکة "دى ستيل" الهولندية، کحرکة فنية حديثة اهتمت بالنظر إلى الفن الإسلامي بهدف التجريد والتجديد. وتتمثل تلک المعالم المشترکة فى اللاموضوعية وخلق صورة تجريدية لا تشبه شئ معين، ترتبط بالأفکار والقيم الفنية والجمالية والفلسفية. ولا ترتبط بأى حدود ذهنية أو زمانية تربطها بالواقع، بل ارتفع التصميم إلى مستوى التفکير الروحى. ومع اختلاف المضامين والمصادر الروحية بين الفن الإسلامى وحرکة "دى ستيل" بسبب اختلاف الثقافة، بينما يشترکا معاً فى نزعة التجريد والاعتماد الواضح على الروحية الذاتية المبنية على الأشکال الهندسية. ومن ثم فإن کليهما يتعامل مع نفس المعادلة، وهى أن الروحية والهندسية تُنتج تجريدية، عن طريق استخلاص الجوهر الذهنى من الأشکال الواقعية بعد إستبعاد مظهرها الأصلى، وتحويلها إلى خطوط ومسطحات ملونة ذات إتجاه تجريدى بحت. اغلب الدراسات اهتمت بتأثير الفن الإسلامى على الفن الغربي بشکل عام ، و کانت الفجوة في عدم تطرق الدراسات إلى دراسة حرکة "دي ستيل" بشکل خاص کحرکة فنية حديثة لها خصائصها وفنانيها، فهي تعتبر أنقي الحرکات التجريدية وأکثرها مثالية في أيديولوجيتها.