الرموز السحرية و المعتقدات المرتبطة بها طالما أثرت فى فکر و وجدان الجماعات الشعبية مما أدى وجود صياغات تشکيلية مختلفة و متنوعة لهذة الرموز و التى هى بدورها تعتبر مادة غنية للدراسة و قوية التأثير ، فنجد أن الحياة الشعبية المعاصرة أخذت هذة الرمورالسحرية و وظفتها فى مجالات عديدة محتفظة فيها بالجوانب الرئيسية منها ، و هى التعبير الإيمانى عن قوى السحر و صد الحسد ، فقد ارتبطت هذه الرموز فى المقام الأول بالاستخدام الشعبى لها و الذى يرتبط بدوره بالمعتقد السحرى خلف کل رمز، هذة الرموز الخطية العامة و التشکيلية الخاصة و التصورات المبهمة و المشخصة کلها من أجل إعطاء دليل على قدرتها على المعايشة الوجدانية مع المعتقدات السائدة ، فالمعتقدات و الطقوس الشعبية محاطة بهالة من القدسية و هى مازالت موجودة حتى يومنا هذا . فمن خلالها يتوسل الشعبى للحصول على البرکة أو الاستقواء على الشر ، فيستخدم الرموز و الأحجار و النباتات و الأفکار و الکلمات للتأثير فوق الطبيعى فى قوى غير طبيعية و من هنا فان دراسة و تحليل هذة الرموز تمکننا من الوصول الى صياغات تشکيلية مستحدثة يمکن الإستفادة بها و تناولها کمصدر من مصادر الإستلهام القوية فى مجال الأشغال الفنية الذى يرتبط إرتباطا وثيقا بالدراسات التراثية ، و يهدف البحث الى الکشف عن القيم التشکيلية و التعبيرية للرموز السحرية فى الفنون الشعبية و الإستفادة منها فى إستحداث مشغولات فنية تعبر عن التراث ولکن بصياغات تشکيلية معاصرة .