إن سبب قيام العديد من مظاهر الحراک الثوري الشعبي في العصر الحديث هو المطالبة بـــحقوق الانسان، وحريته والديمقراطية والشفافية والنزاهة والمواطنة ودور المرأة في التنمية والتعليم والتربية من اجل السلام والتعايش السلمي والحوار ومفاهيم المجتمع المدني وکذلک المفاهيم المرتبطة بالتقدم العلمي والثقافي والتطور التکنولوجي، بعيدا عن الافکار المتطرفة کالعنف والإرهاب، وإن هذه المفاهيم تؤثر على المجتمع وثقافته وتطوره في کافة المجالات ومنها الفنون المختلفة التي تعبر عن الرأي والفکر والإحساس وخاصة في مجال الرسم والتصوير. ومشکلة البحث تکمن في التساؤل کيف يمکن رصد وتحليل التحولات المفاهيمية والفنية في التصوير المعاصر للحراک الثوري بالعراق؟ ويهدف البحث في التعرف على التحولات المفاهيمية والفنية للتصوير المعاصر للحراک الثوري في العراق والأساليب الأدائية والتعبيرية التي تناولها الفنان العراقي قبل وبعد الاحتلال الامريکي للعراق. وإن أهميته الوقوف على أهم التحولات المفاهيمية والفنية وما يصاحبها من التغييرات التي أثرت على هوية فن التصوير في العراق وکذلک رصد وتوثيق الأنماط الجديدة للأعمال الفنية في مجالي الرسم والتصوير المرتبط بالحراک الثوري. ولغرض الحصول على نتائج دقيقة لتحقيق أهداف البحث إعتمد المنهج الوصفي والتحليلي. وأهم ما توصل اليه البحث إن إستلهام التحولات المفاهيمية والفنية للثورات العراقية أدى إلى إثراء التصوير المعاصر وساهم في تطوير مفهومه من خلال الافادة من التحولات المفاهيمية والفنية في التصوير المعاصر للحراک الثوري بالعراق؛ فلذلک تم اقتراح عدة توصيات أهمها الاهتمام بتدريس فنون الثورات العراقية في برامج التصميم لطلاب الفنون والتربية الفنية بالعراق ودعم وتشجيع المؤسسات التعليمية والجامعات ومراکز البحوث لهذه النوعية من الأبحاث لإنتاج أعمال فنية ذات رؤوى معاصرة.