يعد فن زخرفة الجدران " القَطُّ العسيري" من الفنون التراثية التي تعکس ثقافة المجتمع السعودي وعقيدته وحضارته،حيث إنتشرت الرسوم الجدارية التي تزين جدران العمارة التقليدية من الداخل والخارج في معظم قري العالم القديم وبخاصة بين القبائل منذ بداية العصور البدائية (فن الکهوف) ، حيث إنفردت بيوت منطقة تهامة عسير وبخاصة (قرية رجال ألمع) بجنوب المملکة العربية السعودية بتکسية جدران منازلها بزخارف نباتية وهندسية زاهية اللون، فکان للمرأة العسيرية الدور الريادي في تنمية وإثراء فن القَطُّ العسيري کمحاولة لتکوين بنية فکرية نظرية للحفاظ على الموروث والطابع القومي للمنطقة . کما تناولت زخارف القط العسيري الأبنية والجدارن في منطقة عسير في تلک الحقبة التاريخية وأظهرت دور المرأة العسيرية کرائدة لهذا التراث الشعبي الخاص بتلک المنطقة . وفن " القَطُّ العسيري" هو أحد الفنون التجريدية التي نشأت في منطقة عسير في المملکة العربية السعودية ، حيث تقوم به النساء لتزيين بيوتهن بزخرفتها من الداخل ويتولي الرجال زخرفة الواجهات من الخارج، حيث " ترسم النساء أشکالاً متناسقة على الجدران وبها ألوانا ً براقة وجذابة ، وقد کان هذا الفن سبباً في تجمع النساء والمساعدة في رسم الزخارف ، فکانت ربة المنزل ترسم الخطوط الأولية للزخارف وتضع نقاط ملونة تمثل بلتة لونية لکل جزء ، ثم تأتي قريباتها وصديقاتها ليساعدنها في رسم وتلوين تلک الزخارف والأشکال التي تشکل لوحات تشکيلية بديعة تتميز بتنوع جمالي ولوني لنقوش القَطُّ العسيري  وقد قام الباحث بالوصف والتحليل للعديد من مفردات القَطُّ العسيري في التراث الشعبي السعودي لإظهار مدي الإستفادة من التنوع في مفردات القَطُّ العسيري في التراث الشعبي السعودي من خلال محاولات التجريب القائمة علي استلهام هذا التراث الفني المتميز للوقوف على مقوماته والعمل علي إظهار روح  الموروث الشعبي لهذا الفن في عمل مجموعة من المشغولات الفنية الجديدة التي  تحمل في أشکالها أساليب متعددة مستلهمة من مقومات ذلک التراث برؤية ابتکارية معاصرة ، حيث تميزت في النهاية إلي التوصل إلي أبعاد فلسفية مختلفة ونتاج تعليمي متميز .