يشهد العالم المعاصر قفزات سريعة ومتطورة في تکنولوجيا المعلومات حتى أنها أصبحت سمة من سمات المجتمعات العصرية. وإن إيقاع التغير التقني يفرض على الجميع دون استثناء التهيؤ والاستعداد للتغير، ففي عالم مطرد الثوابت على مر العصور أن التعليم هو أحد الحاجات الأساسية، بل هو الوسيلة لتحقيق الحاجات الأساسية الأخرى الضرورية والملحة للإنسان، فالتعليم وما ينتج عنه من تعلم هو الثروة الفعلية والقيمة المضافة المتجددة التي تشکل أحد حصون الأمن والأمان للوطن والمواطن الذي يواجه مستقبلاً تتلاحق أحداثه في مسارات لحظية وتنبئ إحداثياته بالتعقد والتشابکات العنکبوتية، ومن ثم فإن الإعداد له يتطلب تنمية قدرات الإبداع من خلال تفتيح کل نوافذ العقل ، وإعمال کل أنواع التفکير واستثمار کل المتاح من ذکاوات، واستخدام کل مصادر التعلم التي تخرجها التکنولوجيا. ورغم تعدد محاولات بناء الوحدات التدريسية والبرامج والإستراتيجيات في مجالات التربية الفنية بهدف تنمية المهارات الحياتية والفنية اليدوية لدى المتعلمين إلا أن تلک المحاولات لازالت تحتاج إلى استخدام الإستراتيجيات الحديثة في التدريس. وقد دلت بعض الدراسات التجريبية على أن استخدام إستراتيجيات حديثة يکون فيها المتعلم هو محور العملية التعليمية قد يسهم في إکساب القيم والمهارات وتنشيط القدرات العقلية والابتکارية وتکوين الاتجاه الإيجابي نحو ما يدرسه من مقررات