لقد اتسم النصف الثاني من القرن العشرين بدخول خامات ومستهلکات بيئية کان ينظر اليها من قبل على انها خارجة عن مجال الفن لدرجة انها لم تستحق أي اعتراف يذکر،حتى ظهر فکر فنانى مابعد الحداثة الذى يؤکد على تجريب المواد الاولية والخامات والمستهلکات البيئية واکتشاف القيم الفنية والتشکيلية والملمسية لهذه الخامات وتوظيفها کأداة للتعبير الفنى في حد ذاتها مما ادى الى تعدد الأساليب والرؤى الجديدة في استخدام الخامات المستهلکة من قبل الفنانين والتي أثرت في الشکل الجمالى لتلک الخامات لتصبح بمثابة الجوهر الحقيقي للعمل الفنى والابداعى .
ومن هذا المنطلق يسعى الکثير من معلمى الفن والتربويين للاستفادة من خبرات التشکيل بالخامات الطبيعية والصناعية المتعددة الإمکانات التشکيلية والتقنية في المعالجات الفنية وأنشطة التعبير الفنى لدى التلاميذ .
ونظراً لإعتبارمرحلة ما قبل المدرسة من اهم مراحل نمو الطفل وتکوينه وذلک لأنها الفترة التي يتم فيها وضع البذور الأولي لشخصية الطفل وتشکيل سلوکياتة المکتسبة، وهي الفترة التي يکون فيها الطفل فکرة واضحة عن نفسه، ومفهوما محددا لذاته الجسمية والنفسية والاجتماعية بما يساعده علي الحياة والأندماج في المجتمع والتکيف السليم مع ذاته ومع البيئة من حوله.
فمن هنا يسعى هذا البحث الى توجيه معلمات التربية الفنية بمرحلة ما قبل المدرسة لإعداد البيئة الملائمة والمحفزة للطفل لممارسة الأنشطة الفنية والتعبيرية واتاحة الفرصة له لتجريب واکتشاف الخامات الفنية والمستهلکات البيئية المتنوعة من حيث ألوانها وأشکالها وملامسها والتوليف بينها والاستفادة منها في ترکيب وممارسه التطبيقات الفنية والتعبيرية التى تتناسب معه فى هذه المرحلة والتي تعد بدورها أساس لنمو واثراء الجانب الابتکاري والتعبيرى لديه .
وعلى هذا تتلخص مشکلة البحث فيما يلى :
کيف يمکن الاستفادة من القيم الملمسية للخامات والمستهلکات البيئية في أثراء التعبير الفنى لطفل ماقبل المدرسة ؟
هدف البحث :
توجيه معلمات التربية الفنية بمرحلة ما قبل المدرسة لااتاحة الفرصة للاطفال لتجريب واکتشاف الخامات الفنية والمستهلکات البيئية المتنوعة والاستفادة منها فى أثراء التعبير الفنى بالقيم الملمسية المختلفة .
فرض البحث :
يفترض البحث انه يمکن الاستفادة من القيم الملمسية للخامات والمستهلکات البيئية في أثراء التعبير الفنى لطفل ماقبل المدرسة .