الفن الشعبي والتراث الشعبي يتعادل في أهميته مع الفنون الشعبية الأخرى في کافة بلاد الحضارات لکونه يعکس صدق مبدعه؛ وتلقائيته المفرطة؛ واعطائه الإبداعي المتميز، وبذلک فالفن والتراث ليس کياناً ثابتاً، بل يسيرا معنا في رحلة الزمان، ويستقي کل من الآخر ليصنعا مع کل حقبة موروثاً جمالياً وإبداعاً مستقبلياً ذو سمات خاصة تفصح عن عبقرية کل عصر، لذلک فکليهما موصولٌ بحاضرنا وتوظيفه کقوة توجه حياتنا، وحصيلة الإبداع مستمرة بالإبداع وهو يتجاوز الآناء الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل لأنه مثل الکائن الزمني، ويتميز الفن الشعبي والحکاية الشعبية المستوحاة من التراث الشعبي بصياغاته التشکيلية المترابطه ووحدته الفنية والعضوية لما فيه من تکامل وتآلف وتوزيع متجانس من الوحدات البسيطة والمرکبة التي تتجاور وتتداخل، تارة بشکل مباشر ومبسط يفصح عن موضوعات حياتية يومية وتارات أخر يعکس فکر أو ملمح سياسي أو ثقافي أو اجتماعي وتأثره بثقافات التطور الفکري المتمثل فيما طرحته الساحة التشکيلية من قفزات في اتجاهات ما بعد الحداثة التشکيلية؛ والبناء الشکلي ذو المحتوى الجمالي والبناء المتميز حيث اللون الذي يجسد حالة من الهارمونية اللونية، وعليه نستطيع أن نقول أن الفن الشعبي المأخوذ من التراث الشعبي هو حاضرنا لأنه عطائنا المستمر غير المنقطع حتى اللحظة المعاشة طالما أنه مشخص وملموس.