الملخص: هدفت الدراسة إلى طرح مُوجّهات لتخطيط التعليم في أوقات الأزمات في الدول العربية، بالاستفادة من الدروس التي يمکن استخلاصها من جائحة کورونا COVID-19، من خلال بيان ماهية تخطيط التعليم في أوقات الأزمات، وتحليل أهم استجابات الدول في مواجهة تداعيات الجائحة على التعليم، واستنتاج مدى قدرة استجابات الدول العربية على توفير تعليم جيد ومنصف للجميع في سياق هذه الأزمة، ومن ثم اقتراح مُوجّهات لتخطيط التعليم في أوقات الأزمات. واستُخدم المنهج الوصفي؛ لرصد الظاهرة، وتعرُّف جميع أبعادها. واستخدمت الدراسة "تحليل الوثائق" کأداة رئيسة لجمع البيانات الخاصة بأهم استجابات دول العالم بصفة عامة، والدول العربية بصفة خاصة من خلال تحليل تقارير المنظمات الدولية والبحوث والدراسات. وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أبرزها: أن الدول العربية، في ظل جائحة کورونا، لم تتمکن من توفير تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع على النحو المرغوب فيه. ولعل ذلک مرجعه إلى ضخامة الأزمة من ناحية، بالإضافة إلى عدم الاستعداد بخطط لقطاع التعليم تراعي الأزمات، فلم يبدو واضحًا من الاستجابات أن ثمة خطط للطوارئ أو خطط للتعامل أثناء الأزمات وما بعدها، أي أن قطاع التعليم ليس بالمرونة الکافية للتکيف مع الأزمات والاستجابة لها، بما يضمن الحفاظ على وظائفه الأساسية في خضم الأزمة، کما يضمن له القدرة على التعافي ومن ثم إعادة البناء بشکل أفضل. کما أسفرت الاستجابات عن ضعف الاهتمام ببناء القدرات وتنميتها فيما يخص تخطيط التعليم في أوقات الأزمات. بالإضافة إلى أنه لم يتم إدماج التدابير والإجراءات المُراعِية للأزمات ضمن خطط قطاع التعليم في الدول المختلفة، فلا وجود حقيقي لتخطيط التعليم في أوقات الأزمات. وخلُصت الدراسة إلى اقتراح مُوجّهات لتخطيط التعليم في الدول العربية في أوقات الأزمات في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها.