المقدمة: لقد اهتمت الدول المتقدمة بالکشف عن الموهوبين، واستخدمت العديد من الأدوات المقاييس والاختبارات والوسائل العلمية للکشف عنهم داخل المجتمع، ومن ثم تقديم الرعاية المناسبة لهم، فالموهوبين يمثلون ثروة غنية في مجالات تطور الأمم وتقدمها؛ لذا لابد من إحاطتهم بالعناية والرعاية اللازمين ووضعهم في البيئة الملائمة لتنمية مواهبهم. وتعد عملية الکشف عن الطلبة الموهوبين ورعايتهم عملية منظمة، ولکنها في غاية الصعوبة والتعقيد، وتحتاج إلى فريق عمل متدرب على مهارات الاتصال، وجهة مشرفة ومحددة، وجهاز من الأفراد المتخصصين في علم النفس والاجتماع والتربية والمواد الأکاديمية العلمية ذات العلاقة. ولابد أن يتحلى فريق العمل المسؤول عن عملية الکشف بالعديد من الخصائص کالموضوعية والديمقراطية والواقعية والمثابرة والمرونة والانفتاح الفکري (فخرو، 2015). والتعرف المبکر على الموهوبين يعد خطوة هامة نحو تنمية طاقاتهم والاستفادة من إمکانياتهم، وإن لم نتعرف عليهم في وقت مناسب فإنه يصبح من العسير مواجهة احتياجاتهم، وقد يتعرضون إلى خبرات تسيئ إلى الاستغلال الطبيعي لمواهبهم (فطيمة، 2009). وتعد عملية الکشف عن الموهوبين ورعايتهم عملية معقدة لأنها تتطلب استخدام أکثر من أداة لقياس الموهوبين وتشخيصهم، حيث تشمل الموهبة القدرات العقلية العامة بجانب القدرة على التفکير الابداعي، والتحصيل الأکاديمي رفيع المستوى إلى جانب السمات السلوکية المختلفة، وبالتالي تقديم الرعاية التي تتضمن تنميتهم في هذه الجوانب مجتمعة (عبد الوارث، 2011). ولقد اهتمت دولة الکويت بإقامة العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل والصفوف الخاصة والبرامج الإثرائية لرعاية الموهوبين، وأقيم المهرجان العلمي والثقافي الأول للإبداع والتفوق في الکويت عام 2000، واهتمت الجمعية الکويتية لتقدم الطفولة العربية بنشر العديد  من المنشورات والأبحاث والموضوعات التي تدعم الموهبة والإبداع للطفل العربي (حجازي، 2012). لذا فإن البحث الحالي يهدف إلى تعرف أساليب اکتشاف ورعاية الموهوبين بدولة الکويت.