الملخص: سعت هذه الدراسة إلى استجلاء إشکالية الهوية الثقافية لدى شريحة أساسية من شرائح المجتمع الکويتي ألا وهي شريحة الشباب الجامعي، من خلال استشراف آراء عينة من طلبة وطالبات کلية التربية الاساسية. کما هدفت الدراسة إلى رصد التحديات والمخاطر التي تفرضها العولمة بکافة صورها على واقع حياة هؤلاء الطلبة وتأثيرها على بنية هوياتهم وترکيبة شخصياتهم ودور الجامعات ومناهجها الدراسية في مواجهة هذه التحديات. وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي الکيفي والذي تمثل في جانبين: جانب نظري تناول قراءة تحليلية لدراسات وأبحاث علمية وأدبيات سابقة تدور حول محور هوية الطالب الجامعي ودور مؤسسات التعليم الجامعي في تشکلها. أما الجانب الآخر فهو جانب إمبيريقي نوعي اعتمد أولاً على منهج تحليل المحتوى الکيفي لصحائف التخرج والمسارات الدراسية في کلية التربية الأساسية بهدف الکشف عن مقومات الهوية الکويتية ومکوناتها في بنية المناهج الجامعية. وجانب إمبيريقي آخر اعتمد على إجراء مقابلات جماعية focus groups مع عينة تکونت من (68) طالبًا وطالبة من مختلف السنوات الدراسية في الکلية. وقد کان من أهم النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة تقصير المناهج والبرامج الدراسية في تعزيز الهوية الإسلامية والعربية وتحقيق الانتماء الوطني لدى الطلبة، تمثل في الفقر الواضح في المقررات الدراسية التي تتعلق بالتراث الإسلامي والعربي، وکذلک المقررات التي تسهم في ترسيخ روح المواطنة والوحدة الوطنية. کما أظهرت الدراسة إدراک الطلبة المعلمين لحالة طمس الهوية الکويتية التي يمرون بها وتقمصهم للشخصية الغربية، وکذلک يقظتهم للمؤثرات التي تؤثر سلباً على هذه الهوية. هذا وقد قدمت الدراسة عدد من المقترحات المتعلقة بتطوير دور الکلية في تعزيز الهوية الثقافية الکويتية لطلابها.