شهد القرن الحادي والعشرون تطورات مذهلة في تکنولوجيا الاتصال وتکنولوجيا المعلومات، وانعکست نتائج تلک التطورات على الميدان التربوي، فتطورت المناهج تبعًا لتطور العلم والتکنولوجيا؛ رغبة في تحسين عمليتي التعليم والتعلم وإدخال أنماط جديدة وأساليب مستحدثة بالعملية التربوية. وعملية التربية ليست بمعزل عن هذه التطورات؛ فهي تواکبها من جانب، وتوظفها من جانب آخر؛ حيث أصحبت لغة التعليم الراهنة تمزج بين اللغة اللفظية الشکلية، واللغة البصرية الحسية؛ ذلک لأن الصورة يمکنها أن تقوم بدور رئيس في توجيه الرسالة التعليمية، فکلما زاد التأثير على حواس الطالب زاد نجاح الوسيلة في تحقيق الأهداف المطلوبة من التعليم (عبدالله اسحاق،2011، 8). وتعد اللغة العربية من عوامل النمو الفکري؛ لأنها تزود الفرد بأدوات التفکير والعلاقة قوية بين الفکر واللغة؛ لأن اللغة أداة الفکر في الوصول إلى المدرکات. کما أن اللغة وسيلة لتوليد وتخريج الأفکار عند الفرد، فهي وسيلة لنقل الأفکار من شخص لآخر، وأکبر العوامل لتقدم الحياة الفکرية، ووسيلة الفکر في إدراک الأقيسة والسياقات (محمد إبراهيم،2009، 33). وأمام هذا الزخم الضخم من المعلومات، ظهرت التصاميم الانفوجرافيکية، بما لها من دور مهم في تبسيط المعلومات وسهولة قراءتها, وجعلها أکثر سلاسة في القراءة والمعرفة والمقدرة على تحليل هذه البيانات بأسلوب جميل وجذاب. فإذا کانت التطورات التکنولوجية والعلمية الفائقة قد يسرت للمتعلمين الکثير؛ إلا إنها جعلتهم يواجهون کمًا کبيرًا من المعلومات والبيانات الصعبة الناجمة عنها، لذا کانت هناک حاجة ماسة لتصميم المعلومات لهؤلاء المتعلمين في صورة انفوجرافيک، أو تمثيل بصري للبيانات بغية تبسيط وتيسير استيعابها؛ مما جعل التصميم البصري من المتطلبات الأکثر أهمية الآن(Dur,2014,39 ). ويطلق على الانفوجرافيک Info graphic العديد من المسميات، مثل: انفوجرافيکس Info graphics، أو التمثيل البصري د/ منيرة نهار غنيم سعود الحسيني، أو التمثيل البصري للبيانات Data Visualization، التصاميم المعلوماتية Information Design، أو هندسة المعلومات Information Architecture، (Lankow, et al, 2012, 20). وقد ظهرت تقنية الانفوجرافيک؛ لإضافة شکل مرئي جديد لتجميع وعرض المعلومات، أو نقل البيانات في صور جذابة إلى المتعلم، حيث إن تصميمات الانفوجرافيک مهمة جدًا؛ لأنها تعمل على تغيير أسلوب التفکير تجاه البيانات والمعلومات المعقدة، کما أنها تساعد القائمين على العملية التعليمية في تقديم المناهج الدراسية بأسلوب شيق، لذا لابد من البحث في طريقة جديدة لتطبيق هذه التقنية في خدمة العملية التعليمية ودمجها في المقررات الدراسية( محمد شلتوت، 2016، 9).