ظهرت الحاجة إلى خدمات الإرشاد النفسي مع تزايد الانفجار المعرفي والتقدم التکنولوجي والتطور الحضاري، وما صاحب ذلک من تغيرات سريعة عميقة أدت إلى تخلخل الکثير من القيم واختلاف أساليب الحياة التي يعيشها الفرد وتعدد وسائط التنشئة الاجتماعية التي تسهم في تنشئته عبر مراحل نموه المختلفة.
وللمدرسة دور هام في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي الجهة الرئيسة التى يوکلها المجتمع في تربية النشء، وهناک عدد من العوامل تؤثر في المناخ المدرسي لعل أبرزها شبکة العلاقات الاجتماعية بين الطلاب والهيئة التدريسية، وما يسودها من يسر أو صعوبة في الاتصال، وهنا يقع العبء علي عاتق المدرسة ممثلة في أخصائي الإرشاد النفسي للمساهمة في تعديل السلوکيات السلبية لدى التلاميذ.
ويذکر محمد محروس الشناوى (1996م) psychological counseling أن الإرشاد النفسي عملية ذات طابع تعليمى تتم وجها لوجه بين مرشد مؤهل ومسترشد يبحث عن المساعدة ليحل مشکلاته ويتخذ قراراته. حيث يساعده المرشد باستخدام مهاراته والعلاقة الإرشادية على فهم ذاته وظروفه والوصول إلى أنسب القرارات في الحاضر والمستقبل. (محمد محروس الشناوى، 1996م، ص38)
ويرى حسن منسي (2004م) الإرشادي الجماعى هو تقديم العون والمساعدة لعدد من المسترشدين بشکل جماعي يعانون من اضطرابات أو توترات أو مشکلة واحدة وذلک باستخدام طرق مختلفة؛ منها المناقشات والمحاضرات، وشرائط الفيديو ومناقشتها(حسن المنسي، 2004م، 126).
ويذکر محمد عمارة (2008م)نقلاً عن فيشباخ Feshbuch (1970م) أن السلوک العدوانى يحتاج إلي الإرشاد النفسي للتخلص منه واستبدال سلوکياته بآخري إيجابية، حيث إنه کل سلوک ينتج عنه إيذاء لشخص آخر أو اتلافه لشئ ما، وبأي صورة من صور العدوان (محمد عمارة، 2008م، 78).
ويستخدم علماء النفس تارة مصطلح العدوان (Aggression)، وتارة يستخدمون مصطلح السلوک العدواني (Aggression Behavior) ليشيروا إلى مفهوم واحد يطلق على کل الأعمال التى تهدف إلى إيقاع الضرر بالناس أو الممتلکات وقد عرف السلوک العدواني بتعريفات عديدة، لا تختلف فيما بينها اختلافاً جوهرياً.
فتعرفه فائقة محمد بدر (2005م) بأنه السلوک الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى والدمار بالآخرين، بالفعل والکلام، والجانب السلبي منه يعني، إلحاق الأذى بالذات. (فائقة محمد بدر، 2005م، ص166)
وعرفه عبد الله محمد عمر (1994م) معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية عام (1986م) العدوان بأنه: سلوک يرمي إلى إيذاء الذات أو الغير أو ما يحل محلهما من الرموز. (عبد الله محمد عمر، 1994م، ص111)
ويرى عبد الرحمن العيسوى (2005م) نقلاً عن سکوت Scott أن العدوان کأي استجابة أخرى، سلوک متعلم أو مکتسب، فالطفل قد يتعلم الاستجابة للمواقف التى تجابهه بالعراک أو عدم العراک، فالبيئة السعيدة والمسالمة سوف تخلق طفلاً عنده عادات مسالمة في علاقته بالناس الآخرين، لأن مثل هذه البيئة تخفض الدافع العدواني عند أقل مستوى. (عبد الرحمن العيسوى، 2008م)
ويشير حسن مصطفى (2001م) نقلاً باندورا Bandura (1973م) أن العدوان "سلوک يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مکروهه، أو السيطرة من خلال القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين، وينتج عنه إيذاء شخص أو تحطيم الممتلکات".(حسن مصطفى عبد المعطى، 2001م، ص24)
ويعرفه أيضا حسن مصطفى (2001م)نقلاً عن باص Buss (1961م) العدوان أنه "أي شکل من أشکال السلوک الذى يتم توجيهه إلى کائن حي آخر، ويکون هذا السلوک مزعجاً له".(حسن مصطفى عبد المعطى، 2001م، ص 25)
ويرى علاء الدين کفافى (1990م) أن العدوان من أشهر الاستجابات التى تثار بالمواقف الإحباطية ويشمل العدوان البدني واللفظي، وهناک إجماع بين الباحثين أن العدوان أقرب وأبرز الاستجابات في حال الإحباط رغم أنها محددة الاستجابة ومتعلمة وليست فطرية أو تلققائية، ويتجه العدوان غالباً نحو مصدر الإحباط، بهدف إزالة المصدر أو التغلب عليه أو رد فعل انفعالي للضيق والتوتر المصاحب للإحباط، ولکن العدوان لا يوجه دائماً إلى مصدر الإحباط، فقد يکون هذا المصدر قوياً أو مرکز لا يستطيع معه الفرد أن يوجه إليه العدوان مباشرة، وفي هذه الحالة فإن العدوان يزاح إلى مصدر آخر يمکن للفرد أن يعبر عنه عدوانيته تجاهه، وهو فى مأمن. (علاء الدين کفافي، 1990م، ص60)
ويعرفه أحمد الزعبي (2005م) بأن العدوان هو السلوک الموجه ضد الآخرين، والذي يقصد منه الإيذاء للذات أو للآخرين أو للمتلکات بشکل مباشر أو غير مباشر. (أحمد الزعبي، 2005م، ص72)