يکثر الحديث عن أهمية المرحلة الأساسية الأولى في تعلم الرياضيات والأثر الکبير لنوعية التعليم الذي يتلقاه الطالب في هذه المرحلة في نجاحه في تعلم الموضوعات الرياضية اللاحقة والإقبال على الرياضيات والتميز بها. وتؤکد العديد من الدراسات (Blair, 2003; Knuth et al., 2006) على أن نوع التعلم الذي يمکن أن يحقق مثل هذا النجاح يجب أن يقوم على الفهم. ويتطلب التعلم المبني على الفهم عدم الاعتماد على الطرق التقليدية المتمثلة في حفظ الحقائق وحل أوراق عمل وتمارين ترکز على اکتساب مهارات من خلال التدرب على خوارزميات لاستخدامها في حل المسائل الحسابية (Warren, 2003)؛ فعلى الرغم من أن الترکيز على المعرفة الإجرائية وتدريب الطلبة على إجراء العمليات الحسابية بصورة آلية في المرحلة الأساسية الأولى يساعدهم في حل المسائل الروتينية التي تعرض عليهم داخل الغرفة الصفية وفي کتب الرياضيات التي يدرسونها (McNeil & Alibali, 2005)، إلا أن هذا الترکيز في الحقيقة لا يحقق لهم الفهم، وبالتالي قد يخفقوا في حل مسائل رياضية تمثل مواقف جديدة، تتطلب منهم فهما متعمقا لهذه الإجراءات وفهم المفاهيم المتعلقة بها. ومع تطور فهم الطلبة للرياضيات وتقدمهم عبر الصفوف يزيد اعتمادهم على استخدام الرموز في لغة الرياضيات؛ لأنها توفر طريقة مختصرة ودقيقة للتعبير عن الأفکار الرياضية. ويعتمد فهمهم لهذه الرموز الرياضية على طريقة کتابتها وقراءتها وکيفية التعامل معها في سياقات ومواقف نظرية وتطبيقية (Saenz-Ludlow & Walgamuth, 1998). ولبناء فهم قوي لرمز جديد في الرياضيات يراه الطلبة لأول مرة، علينا مساعدتهم في الربط بين الرمز الجديد والمعرفة الرياضية السابقة لديهم من خلال سياقات متعددة تظهر فيها المعاني المختلفة للرمز الجديد (Sherman & Bisanz, 2009). وتعد المساواة ورمز إشارة المساواة من المفاهيم الرياضية المهمة التي تتطلب فهماً جيداً في المرحلة الأساسية الأولى، ويعتمد عليها تعلم الجبر لاحقا بشکل کبير، إلى جانب أهميتها في تعلم الموضوعات الأخرى في الرياضيات. وقد أشارت العديد من الدراسات (Gray & Tall, 1992; Knuth, Stephens, McNeil, & Alibabi, 2006; McNeil, 2004; Molina, Castro, & Castro, 2009; Sherman & Bisanz, 2009) إلى أن ضعفَ عدد کبير من الطلبة في مادة الجبر يمکن أن يعود إلى ضعف فهمهم للمعاني المتعلقة بإشارة المساواة.