التربية الفنية أحد المواد الدراسية التي تسهم في تطوير شخصية الطلاب, وتؤثر وتتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه الطلاب. ولذا لابد من الاهتمام بأساليب تدريسها بما يسهم في تحقيقها للأهداف المرجوة.
تهدف التربية الفنية إلي إيجاد إنسان يتذوق العمل الفني, ويقوم بعمليات الابتکار الفني عند ممارسته للفن بأشکاله المتعددة وأساليبه المتنوعة, وبذلک تکون "التربية الفنية" نشاطا ييسر للمتعلم الحرية في التفکير والتعبير, وينظم له السلوک الذي من خلاله يفکر, ويحس, وينشط, ويتعلم, ويدرک العلاقات؛ فتتهذب أحاسيسه ومدارکه, ويکتسب قيما تشکيليه عالية. ولهذا کله فإن مادة التربية الفنية لا ينبغي أن تکون مادة تلقين؛ لأنها ليست حقائق تحفظ, ثم تعاد في فترة الامتحان وتنتهي علاقة المتعلم بها بعد ذلک, وإنما هي "مادة" تعلم التلميذ کيف ينمي قدراته الابتکارية, وکيف ينمي تفکيره العلمي, ويتحمل المسؤولية ويسهم في حل مشکلات مجتمعه (عبد الرحمن, 2002: 227).
ويواجه تدريس التربية الفنية عدة معوقات وقد أجريت دراسات للوقوف عليها مثل دراسة زقزوق (2007) والتي أجريت علي معلمي التربية الفنية وتوصل إلي أن تدريس التربية الفنية يواجه مجموعة من المعوقات والتي تشمل: تدني مستوي معظم التلاميذ في المادة, وعدم إلمام المعلمين بالمجالات المختلفة للتربية الفنية, الزمن المخصص لحصة التربية الفنية لا يکفي لتحقيق الهدف من المادة, عدم اهتمام أولياء الأمور بالمادة, والنظرة القاصرة من قبل المجتمع لمعلمي التربية الفنية.
ونظرا للتطور التکنولوجي الهائل في الآونة الحديثة في شتي المجالات, ومنها التدريس سعت المؤسسات التربوية إلي استخدام التکنولوجيا في مجال التدريس للتخلص من المعوقات التي تواجه المعلمين ولتطوير أساليب تدريسية جديدة تساعد الطلاب علي الاستيعاب وتطور من قدراتهم.
وقد ظهر الحاسوب الآلي کأحد ثمار التکنولوجيا وأصبح أمرا ضروريا وخاصة في العملية التعليمية, وأن محو أمية الطلبة في هذا الجانب بات أمرا حتميا لما فيه من تأثير علي النمو الذهني والفهم السريع, بالإضافة إلي توفير مناخ علمي غير تقليدي (الدهمش, 1428: 25).
وقد قدمت البحوث العلمية أدلة علمية کثيرة علي فاعلية التدريس بمساعدة الحاسوب کأسلوب لدعم التدريس التقليدي وليس کبديل, فالتدريس بمساعدة الحاسوب يعمل على توفير الوقت يشکل ملحوظ (الخطيب, 2012:71).
ومن ثم اتجهت دراسات عده إلي المقارنة بين التدريس باستخدام الحاسوب والتدريس التقليدي في العلمية المختلفة مثل دراسة سيدة عثمان (2013) والتي اتضح منها أهمية استخدام الوسائط التعليمية في تدريس العلوم وفاعليته في تحقيق الأهداف التعليمية ورفع مستوي التحصيل.
وفي مجال التربية الفنية أوصت دراسة عزيزة الأمين (2014) ودراسة أشواق دحمان عمر (2007) بضرورة إدخال الحاسوب بصورة متکاملة في تدريس الفنون في قاعات خاصة تتوفر بها کل ما يلزم لتدريس المادة .
ولتفعيل دور الحاسوب في تدريس التربية الفنية لابد من التعرف أولا علي اتجاهات معلمي التربية الفنية نحو استخدام الحاسوب في تدريس التربية الفنية