تمثل شبکات التفکير البصري معظم استراتيجيات ما وراء المعرفة واستراتيجيات التمثيل المعرفي الحديثة التي تستخدم؛ لتحسين تعلم الطلاب، حيث يستخدم الطلاب شبکات التفکير البصري VTN لتنظيم معرفتهم خلال دراستهم للعلوم عن طريق بناء شبکات مفاهيمية باستخدام عناصر لفظية أو صوريه؛ لتمثيل العلاقات المعرفية، حيث تشجع شبکات التفکير البصري VTN المتعلم على الاهتمام بتعلمه.
(Longo,2001 A-B-2002,Fisher & moody,2000)
وکنظرية جديدة فإن شبکات التفکير البصري (VTN) Visual Thinking Network تشجع المتعلم على أن يدمج عددا من طرق التفکير التي تعمل على تکوين المفهوم، حيث تطورت هذه الاستراتيجية(VTN) في الوقت الذي بدأ فيه (Anderson,1991-1992-1997) بالتمهيد لاستخدام مسار جديد في تعلم الرياضيات عن طريق الربط بين النتائج النظرية والنتائج التجريبية (النظرية والتطبيق) من خلال البيولوجيا العصبية والنظرية البنائية في التعليم. وقد يعتقد البعض أن هذه الدراسة تطالب الباحثين في العلوم الإنسانية التربوية بأن يکونوا خبراء في أبحاث المخ حتى يکونوا على وعي بالتعقيدات التي تحدث خلال عمليتي التدريس والتعلم، فيرکز المعلم على السلوکيات التي يمکن أن تلاحظ، والنتائج التي يمکن قياسها من خلال اکتسابه للمعرفة البسيطة عن کيفية عمل المخ، حيث يقدم علماء المخ في مجال التعليم والتعلم ما يساعد على القيام بمعالجة الأشياء الخارجية، والتحکم في أحداث بيئة التعلم وتقاس نجاحاتهم من خلال نتائج السلوک الظاهر، نظرا لأن المعلمين ليس لديهم المقدرة في الترکيز على العمليات الداخلية للمخ (زيتون, 2001،2).
کما يستخدم الطلاب شبکات (VTN) البصرية؛ لتنظيم معرفتهم العلمية عن طريق بناء شبکات مفاهيمية على الورق من خلال عناصر لفظية، أو صوريه؛ لتمثيل العلاقات المعرفية (Cliburn,1995).
ولکي تصمم شبکة التفکير البصري فإنها تبدأ بالتخطيط الذي يتطلب تحليل الشبکة الرئيسة إلى شبکات فرعية من حيث تحديد الأهداف ومدخلات الشبکة البصرية وما بينها من علاقات وتحديد المخرجات المتوقعة، کما يحدد التقويم والتغذية المرتجعة مطابقة المخرجات المتوقعة بالمخرجات الفعلية من التعلم الناتج، ومن ثم تعديل مدخلات الشبکة الرئيسة کما يلي عملية التحليل عملية أخرى هي عملية التجميع النسقي لکل عناصر التحليل، وما بينها من علاقات في صورة مخطط مبدئي، وعادة ما يخضع المخطط لعملية التقويم التي تستهدف تحديد مدى جودة هذا المخطط في تحقيق الأهداف المرجوة، وبعد إجراء التعديلات علي المخطط الأولى يصل المتعلم إلى المخطط النهائي لشبکة التصميم الذي يوضح العلاقات بين المفهوم الرئيس والمفاهيم الفرعية ذات العلاقة.
کما يعد التفکير البصري أحد أشکال مستويات التفکير العليا، حيث يمکن المتعلم من الرؤية المستقبلية الشاملة لموضوع الدراسة دون فقط أي جزء من جزيئاته بمعنى أن المتعلم ينظر إلى الشئ بمنظار بصري (Novak,1998).
وقد أشارت الأدبيات التربوية إلى أن ملاحظة الأشکال هو بداية تکوين المفهوم. کما حظى موضوع شبکات التفکير البصري القائمة على استراتيجيات ما وراء المعرفة وخرائط المفاهيم والتمثيل المعرفي باهتمام ملحوظ في الآونة الأخيرة، باعتباره أحد الاستراتيجيات الجديدة في تدريس العلوم وتنمية التفکير البصري لدى المتعلمين، حيث تقوم فکرته على مسلمة مفادها أن التعليم عن طريق التفکير يحسنه، حيث يکمن الفرق الأساسي بين الخبير في حل المشکلات والأقل قدرة في أن الخبراء يفهمون تفکيرهم ويشرحونه، بينما لا يستطيع الآخرون عمل ذلک (عبد الحميد، 1998، 168). ومن هنا يتطلب إکساب الطلاب مهارة التعبير عن تفکيرهم بوعي ومساعدتهم على اکتساب الأدوات التي توجههم الوجهة الصحيحة والأخذ بالمبادأة في عملياتهم العقلية (کفافي، 1997، 38).
إن استخدام الطلاب لشبکات التفکير البصري يزيد من وعيهم بما يدرسونه في موقف معين (وعي بالمهمة) وبکيفية تعلمهم ع النحو الأمثل (وعي بالاستراتيجية) والي أي مدى تم تعلمهم (وعي بالأداء) أي نمو قدرة المتعلم على التفکير في الشيء المتعلم وتحکمه في هذا المتعلم(Gunston, 1999, 136)
کما تتطلب شبکات التفکير البصري مجموعة من المهارات منها:
- تحليل الشبکة الرئيسية إلى شبکات فرعية لإدراک العلاقات بينها.
- قدرة المتعلم على تجميع الأجزاء ککل موحد.
- إدراک العلاقات داخل الشبکة الواحدة وبينها وبين الشبکات الفرعية الأخرى.
- رؤية المتعلم الشاملة للمفهوم الرئيس في الدرس دون فقد أي من جزيئاته.
وتعد شبکات التفکير البصري (VTN) أداة للمتعلم يستخدمها في تمثيل وترتيب المعلومات العلمية والعمليات والخبرات معا، بالإضافة إلي التخطيط والتنظيم وعمل الروابط بدون توجيه من المعلم، ومن ثم أصبحت هذه العملية خاصية أو سمة للتخيل والتصور (Fisher, & Moody, 2000).
وبذلک تبرز الحاجة إلى أهمية تدريب الطلاب ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية على استخدام شبکات (VTN) البصرية في تعلم الرياضيات، حتى يمکنهم استيعاب المعارف العلمية المتعلقة بمادة الرياضيات بالمرحلة الابتدائية بالمملکة العربية السعودية، وتنمية قدراتهم على مهارات التفکير البصري.
کما أشارت الأدبيات التربوية إلى أن عملية الإبصار تتضمن أعمال الفکر والذاکرة اللازمين للتسجيل والترتيب والمقارنة بالإضافة إلى عمل حاسة البصر، حيث إن عمليه التدريب مهمة لحاسة البصر، وذلک لتنمية القدرة على الرؤية وتمييز الأشکال، ومن هنا يبرز أهمية التثقيف البصري في الدور الأساسي لعمليه التعلم ذاتها (عطيه، 1995، 192 – 195).