ملخص البحث: تحقيق التنمية المجتمعية مسئولية مشترکة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، بشکل يؤدي إلى تفعيل دور کافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، أو تطويره لاستثمار ما لديها من موارد، الاستثمار الأمثل لتحقيق استدامة التنمية المستهدفة. وتعد الجامعات من أهم القطاعات التي يمکن تسهم في تحقيق التنمية بالدول المتقدمة منها أو النامية، وذلک لما لها من طبيعة خاصة تجعل منها شريکا أساسياً في تطوير المجتمعات، حيث امتلاکها لتراث علمي يتضمن أبحاث وتجارب علمية مبتکرة، بالإضافة إلى موارد بشرية سواء کانت مؤهلة (يتمثل في أعضاء هيئة التدريس والباحثين) أو تحت التأهيل (والمتمثلة في الطالب الجامعي)، فهناک من أطلق على الجامعات وکالات للابتکار وتکوين راس المالي البشري. هذا ويُرجع البعض بداية طرح تلک القضية لعام 1969 حيث تناولها مؤتمر لجامعة ميزوري Missouri کلومبيا کمحور أساسي متستنداً على فرضية مؤداها " أن الجامعات الحديثة لا يقتصر دورها على تنشئة الشباب واکسابهم القيم والاتجات البناءة بجانب اکسابهم المعارف والمهارات، وإنتاج المعرفة، وإنما يجب أن يتعدى الأمر إلى ضرورة استثمار ما لديها من موارد للاسهام في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة.    فمنذ ذلک الحين تتالت تجارب الجامعات الناجحة بعدد من الدول في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية....، وسوف يتعرض البحث الحالي لها بالوصف والتحليل، ذلک في ضوء دور برامج الأنشطة الطلابية في تهيئة الطلاب للمساهمة في مبادرات الجامعة التنموية، والکشف والاستثمار للکوارد الشبابية ودعم ما لديهم من مبادرات غير تقليدية تستهدف تنمية المجتمع المحيط. وبهذا يهدف البحث الحالي، وصف وتحليل اسهامات مبادرات الجامعة المجتمعية في جامعة الفيوم (تتضمن انشطة اجتماعية داخل وخارج الحرم الجامعي والتي تتم بالتعاون مع المؤسسات الفاعلة بالمجتمع المحيط وباستثمار ما لدى الجامعة من موارد بشرية ومادية....) والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المجتمعية، في تنمية قيم المواطنة لدى طلاب الجامعة ومن ثم تحديد معوقات التي تواجه تحقيق ذلک، وبالتالي الخروج بتصور مقترح لتفعيل الدور التنموي للجامعات في تنمية قيم المواطنة لدى طلاب الجامعة. الکلمات الافتتاحية: الدور التنموي للجامعة- التنمية المستدامة - قيم المواطنة- قيمة الانتماء الوطني