يعتبر التطور والتغير من الأمور المسلمة حدوثها في المجتمع وذلک لأن التطور والتغير أمر حتمي تفرضه طبيعة الحياة الاجتماعية وذلک لأن الحياة الاجتماعية تتطور وتتغير بشکل تلقائي من حين إلي آخر فالتغير سمة الحياة والتطور إلي الأفضل من الصفات والخصائص الأساسية لأي مجتمع, فالحياة الاجتماعية تتصف بالديناميکية Dyanamice وليس بالاستاتيکية statics, ولقد نشأت المهنة المختلفة في المجتمع لتواجه وتؤدى دور وظيفي هام في المجتمعات من خلال إشباع حاجات الناس وفقاً لطبيعة تخصصات هذه المهن ولقد نشأت هذه المهن بعدما کانت أنشطة مهنية أو أنشطة علمية تمارس بشکل طبيعي أو بشکل تلقائي في المجتمع ولکن مع توافر وانطباق شروط المهنة علي أي مهنة في المجتمع أصحبت مهنة إنسانية تسعي لتحقيق مجموعة من الأهداف والغايات التي يتطلبها المجتمع الإنساني ولأبد أن يشعر المجتمع بأهمية وجود هذه المهنة وأن يعترف بها اعترافاً أساسيا حتى تمکن هذه المهنة من إثبات وجودها وأهميتها في هذا المجتمع, ولکن کما ذکرنا أن المجتمع يتصف دائماً بالتغير والتطور وأن حاجات أفراد المجتمع تتصف دائماً بالتغير والتجدد وعليه کان من الواجب علي هذه المهنة مواکبة هذه التغيرات والتطورات التي تطرأ علي المجتمع وأن تحاول أن تجدد وتجود من نفسها بقدر الأمکان في کل من الجانب التعليمي لهذه المهنة بما يشمله من معارف ومهارات وقيم إنسانية وفي جانب الممارسة المهنية بما تشمله هذا الجانب من مستوي لائق لممارسة من خبرات ميدانية مکتسبة تنعکس علي طبيعة ممارسة هذه المهنة, ولا شک أن أي تطور وتغير أو تجديد في جانب تعليم المهنة ينعکس بشکل طبيعي تلقائي علي تجويد جانب الممارسة لهذه المهنة.
وعليه کان من الواجب علينا دراسة أو تناول مهنة الخدمة الاجتماعية کمهنة إنسانية بين جودة التعليم الذي يشتمل علي المتغيرات الأساسية للعملية التعليمية بما تشتمل عليه من معارف ومهارات وقيم وبين جودة الممارسة وبما تشمل عليه من خبرات مهنية ومستوي الأداء الوظيفي للمهنة ومستوي أداء مؤسسات هذه المهنة حتى تؤدي مهنة الخدمة الاجتماعية الدور المطلوب منها من تحقيق وتحسين مستوي الأداء الاجتماعي في المجتمع وتستطيع مواکبة المتغيرات المعاصرة وکذا مواجهة طبيعة المشکلات الاجتماعية المعاصرة التي يواجهها أفراد المجتمع.
ولقد تضمنت هذه الورقة الجوانب التالية:
1- الخدمة الاجتماعية کمهنة إنسانية وعلاقتها بالرعاية الاجتماعية.
2- جودة تعليم الخدمة الاجتماعية.
3- جودة ممارسة الخدمة الاجتماعية.
4- تأثير جودة تعليم الخدمة الاجتماعية علي جودة الممارسة.
5- رؤية مستقبلية لتحقيق جودة التعليم وجودة ممارسة الخدمة الاجتماعية.