Beta
59631

دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية إسهامات برامج الارشاد الأکاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفکري لدى الشباب الجامعي

Article

Last updated: 24 Dec 2024

Subjects

-

Tags

-

Abstract

لقد أصبح الأمن الفکري من الموضوعات الهامة والحيوية والمؤثرة في حياة الشعوب أجمع ومستقبلها، وذلک لکونه مسالة أساسية ومعاصرة، ولا مناص من الاهتمام به في ظل معطيات الأوضاع التي تعيشها الامة العربية والإسلامية وما أفرزته من توترات أدت إلى بروز ظاهرة الانحراف الفکري(1). ويعد الأمن الفکري من أهم أنواع الأمن، بل ويمثل رکيزة أساسية کونه يتعلق بعقول أبناء المجتمع وفکرهم، وثقافتهم، بل هو طريقاً لکي يتحقق الأمن بمفهومه الشامل، ومن ثم يتضح الحاجه الماسة إليه وخاصة أنه يحقق للمجتمع أهم خصائصه وتماسکه، وذلک بتحقيق التلاحم والوحدة في الفکر والمنهج والغاية، أضف إلى ذلک أن الفکر في أي مجتمع هو الذي يحدد هويته وذاتيته المميزة المتفردة، کما أن تحقيق الأمن الفکري هو المدخل الحقيقي للإبداع والتقدم والنمو لحضارة المجتمع وثقافته، وعليه فتحقيقه هو حماية للمجتمع بصفة عامه، ولفئة الشباب بصفة خاصة ووقاية لهم مما يؤثر عليهم من أفکار دخيلة وهدامة تعج بها کثير من الفضائيات وشبکات المعلومات وغيرها من أليات العولمة الأخرى(2). ولذلک تعالت الأصوات والدعوات من قبل المفکرين والمسؤولين بضرورة تحقيق الأمن الفکري باعتباره الضامن الوحيد والحماية الأکيدة للأمن بمفهومه الشامل، وخاصة إن ما يهدد الأمن والاستقرار في أي بلد أو مجتمع ينطلق عادة من القناعات الفکرية أولاً، وهو ما يتطلب إعطاء الأمن الفکري أهمية کبيرة من حيث ترسيخ مفهومه وأهميته، واتخاذ اللازم من إجراءات وتدابير لجعله واقعاً ملموساً. وتحقيق الأمن الفکري في ظل المتغيرات المعاصرة أصبح لا يقتصر على دور الأجهزة الأمنية فقط، فالأجهزة الأمنية مهما أوتيت من إمکانيات وقدرات لا تستطيع أن تقوم بجميع الأدوار الأمنية من توعية ووقاية ومکافحة وحفظ للأمن الفکري وکذلک الإجراءات الأمنية کافة في جميع الأماکن والاوقات والمجالات، وهذا يؤکد على أن جميع مؤسسات المجتمع شريک أساسي وهام مع أجهزة الامن في الوقاية وتحقيق استباب الامن والاستقرار(3). هذا وتعددت الدراسات التي تناولت موضوع الأمن الفکري وهذا يدل على الاهمية القصوى له أحد الموضوعات المعاصرة بالمجتمعات العربية والعالمية. دراسة (عاطف 2017) بعنوان الامن الفکري وعلاقته بالذکاء الانفعالي واتخاذ القرار لدى طلبة جامعة القاهرة، وهدفت الدراسة إلى الکشف عن طبيعة العلاقة بين الامن الفکري والذکاء الانفعالي واتخاذ القرار لدى طلاب جامعة القاهرة، وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج الهامة منها، وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة بين الامن الفکري والذکاء الانفعالي واتخاذ القرار لدى طلاب الجامعة، کما کشفت الدراسة إمکانية التنبؤ بالأمن الفکري في ضوء متغيري الذکاء الانفعالي واتخاذ القرار(4). فدراسة (عطية 2016) بعنوان الاسهامات المجتمعية لتحقيق الأمن الفکري من منظور تنظيم المجتمع ، والتي هدفت إلى التعرف على واقع الاسهامات المجتمعية التي تبذل لتحقيق الأمن الفکري للشباب، وتوصلت الدراسة إلى مجموعه من النتائج الهامة منها أنه لا يمکن التصدي للتطرف الفکري من قبل المؤسسات الأمنية فقط، دون تدخل مؤسسات المجتمع عامة، ولابد من حث مؤسسات المجتمع مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والمجد والتي تساهم في تنشئة الشباب لکي تقوم بغرس قيم المواطنة والانتماء لمواجهة التطرف الفکري والحفاظ على سلامة الوطن، ولابد من تطوير البرامج المقدمة للشباب والسماح لهم بالمشارکة في تنفيذها(5). وفي دراسة (Call 2015 ) بعنوان ادراک طلاب الجامعات لمعنى الأمن الفکري، هدفت الدراسة لتحديد مدى ادراک طلاب الجامعات لمعنى الامن الفکري وعلاقته بمکانتهم المعرفية من خلال الدراسة، وتحديد العناصر الضرورية لإيجاد بيئة أمنه فکرياً، ومدى تأثر مفاهيم الأمن الفکري بالمکانة المعرفية والخلفية الثقافية، وقد أظهرت نتائج الدراسة ان الطلاب عينه الدراسة لديهم خلفيات عقائدية أثرت على تعريفهم للأمن الفکري(6). ونجد دراسة (المالکي 2014) بعنوان دور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن الفکري والوقاية من التطرف والإرهاب، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن ما يشهده العالم من ارهاب وتدمير انما هو يرجع بالأساس إلى فقدان الأمن الفکري واختلاله، وأن الانحراف الفکري من اخطر أنواع الانحرافات لما يترتب عليه من اضرار لا يمکن حصرها، وان الشريعة الإسلامية کفلت تحقيق الامن الفکري والمحافظة عليه، وبناءً على ما توصلت اليه الدراسة من نتائج فقد انتهت إلى مجموعة من التوصيات التي يأمل الباحث أن تسهم في تحقيق تطلعات الدولة والمجتمع لدور المؤسسات التعليمية في تحقيق الامن الفکري والقضاء على الانحراف الفکري بأشکاله المختلفة(7). وفي دراسة أخرى ( Mahabi Victoria 2010) والتي تناولت أمن المعلومات ومدى تحقيقها للأمن الفکري لدى الشباب، وطبقت الدراسة على طلاب جامعة فلوريدا، ورکزت الدراسة على الأساليب المختلفة المستخدمة لتقليل الاختراقات المعلوماتية والفکرية والتي يکون لها تأثير على الامن الفکري لدى الشباب الجامعي، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج الهامة، منها أن تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي تبث للشباب تؤثر بشکل کبير على الأمن الفکري لديهم في تناولهم لکثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأن الاهتمام بأمن المعلومات والعمل على تقليل الاختراقات المعلوماتية، والفکرية يؤدي إلى تحقيق الأمن الفکري لدى الشباب، ووعيهم بقضايا مجتمعهم الاجتماعية والسياسية والثقافية(8). وتحقيق الأمن الفکري لا يقتصر فقط على مؤسسات الامن في المجتمع بل يجب على جميع مؤسسات المجتمع المساهمة في ذلک، ومن هذه المؤسسات تظهر المؤسسات التعليمية سواء کانت مدارس او جامعات. وهو ما أکدته بعض الدراسات على أهمية المؤسسات التعليمية في تعزيز الامن الفکري مثل دراسة (مروان الصقيعي 2006) والتي هدفت إلى تفعيل دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الامن الفکري، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة أن تضع المؤسسات التعليمية خططا يمکن قياسها وتقويمها لتأهيل العاملين بها ولبيات دورهم في تعزيز الامن الفکري، وکذلک أوصت الدراسة بضرورة إنشاء لجان للأمن الفکري داخل کل مؤسسة تعليمية يکون منوط بها رسم الخطط والبرامج المشترکة والأهداف وقياسها لتعزيز الأمن الفکري(9). فمن الصعب تحقيق الأمن في أي مجتمع إلا من خلال الاستفادة القصوى من التعليم من خلال أساليبه ووسائله التربوية التي تساهم في وقاية المجتمع بشکل عام، فهي ليست مسؤولية أجهزة الأمن فقط، انما تتعدى مسؤولياتها إلى جميع مؤسسات المجتمع ومن أهمها المؤسسات التعليمية، وذلک من خلال ترسيخ القيم الروحية والأخلاقية والفکر الإسلامي الصحيح(10). وهذا ما أکدته دراسة ((Tomlinson 2006 والتي هدفت إلى تحديد دور المؤسسات التعليمية في تعزيز مبادئ الأمن الفکري من خلال دمج القيم الأخلاقية والثقافية في المناهج التعليمية، وتوصلت الدراسة إلى نتيجة هامة مفادها أن المدرسة والمعلم يؤديان دوراً رئيسياً في تعزيز الأمن الفکري بين الطلاب، من خلال الجهود التي يبذلونها في نشر مفاهيم القيم والأخلاق والثقافة(11). وتعد فئة الشباب من أکثر فئات المجتمع تأثراً بالتغيرات الاجتماعية، وهم نقطة الانطلاق لکثير من البرامج التنموية والاجتماعية، فالشباب في هذه المرحلة الحساسة من العمر لا يستطيعون في الغالب استيعاب التغيرات السريعة المتلاحقة التي يمرون بها، مما قد ينعکس على سلوکهم وتصرفاتهم، وتمثل فئة الشباب أکثر الفئات العمرية في المجتمع، وأکثر القوى العاملة المؤثرة في أي مجتمع. ومن هذا المنطلق کان الاهتمام برعاية الشباب وتقديم الخدمات المتکاملة لهم من خلال کافة المؤسسات التي توفر لهم تلک الرعاية بتعاون کافة المهن ومنها مهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها أهم المهن العاملة في مجال رعاية الشباب متعاونة مع المهن الأخرى لتحقيق الرعاية المتکاملة للشباب ومساعدتهم في اشباع احتياجاتهم وحل مشکلاتهم في تلک المرحلة العمرية التي تحتاج إلى تعامل خاص من جانب المهنيين لتحقيق أهداف المجتمع في ظل المتغيرات الراهنة، واعداد جيل من الشباب قادر على النهوض بمجتمعه(12). فالخدمة الاجتماعية تسعى في مجال عملها في رعاية الشباب لإشباع الاحتياجات الأساسية لهم، والمساهمة في تعديل الأفکار والاتجاهات والمعتقدات الخاطئة لديهم، ووقايتهم من الانحراف، ودعم الإحساس بالانتماء لمجتمعهم، وحمايتهم من الاستقطاب الفکري، ومساعدتهم على حل مشکلاتهم وقضاياهم على المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي. فهي مهنه تسعى جاهدة إلى مواکبة المتغيرات العالمية والتصدي إلى الکثير من المشکلات المصاحبة لتلک التغيرات والاستجابة للاحتياجات المتغيرة للأفراد والجماعات، وذلک من خلال الأنشطة الجماعية والاجتماعية التي تستهدف ترسيخ القيم الإيجابية والسلوک الإيجابي والمساهمة في تدعيم المسؤولية الاجتماعية للشباب مدعمة بقاعدتها المعرفية وأساليبها العلاجية والفنية المتنوعة(13). وتعتبر طريقة العمل مع الجماعات کأحد طرق الخدمة الاجتماعية والتي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية مقصودة في الأفراد والجماعات من خلال ما توفره من خبرات جماعية متنوعة لأعضائها وتفاعلات موجهه تتيح لهم فرص تحسين أدائهم الاجتماعي، وتهيئة المناخ المناسب لاکتساب خصائص المواطنة الصالحة لکي يسهموا بفاعلية في نمو مجتمعهم(14). ويعد البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات أداه هامة لتعديل وتغيير أفکار واتجاهات وسلوکيات أعضاء الجماعة، من خلال الأنشطة المختلفة التي يتضمنها البرنامج وبمساعدة اخصائي الجماعة وتوجيهه لها، ومن خلال أنشطة البرنامج المتنوعة يمکن لأخصائي الجماعة تحصين الشباب ووقايتهم من الانحراف الفکري، وأيضا مواجهة وعلاج أي انحراف فکري متطرف إن وجد، والمساعدة على اکسابهم القدرة على التعامل مع هذه الأفکار وغرس قيم الانتماء والولاء لدينهم ومجتمعهم. ويعتبر برامج الارشاد الأکاديمي الجمعي التي تعدها الجامعات السعودية من اهم البرامج التي تساهم في تعديل أفکار الشباب واکسابهم المهارات والخبرات الجامعية والحياتية، وذلک من خلال حزمة من الأنشطة الجامعية الوقائية منها والعلاجية والنمائية بجانب الخدمات الفردية التي تقد للطلاب بهدف مساعدتهم على أداء ادوارهم الاجتماعية والثقافية والتعليمية والفکرية. ويعد الارشاد الأکاديمي نشاطاً أساسياً في التعليم الجامعي لاکتشاف رغبات الطلاب وقدراتهم وتحديد أهدافهم ومساعدتهم على تحقيقها، بما يتلائم مع استعداداتهم، ومن هنا أصبح الارشاد الاکاديمي ضرورة حتمية في مؤسسات التعليم العالي، حيث يقوم أعضاء هيئة التدريس المهنيون في هذا المجال بتقديم المساعدات للطلاب لتخطيط البرامج التي تعينهم على تحقيق أهدافهم الاکاديمية والمهنية، فالطلاب يحتاجون على من يوجههم ويرشدهم إلى التکيف مع الحياة الجامعية وما بعد الجامعة(15). وهذا ما أکدته (الين (Alen من ان قيمة الإرشاد الأکاديمي أصبحت واقع ملموس وحقيقة في التعليم سواء الجامعي او ما قبل الجامعي، فهو يؤثر تأثيرا ايجابياً على نجاح الطلاب واستمراريتهم ومثابرتهم على التحصيل الدراسي، ويطور من مهاراتهم الأکاديمية وقراراتهم المهنية وتحقيق طموحاتهم التعليمية ورضاهم عن خبراتهم الجامعية(16). ولخطورة الأفکار التي تبث للشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الحديثة، والذي يفرض أهمية کبيرة لبرامج الارشاد الأکاديمي لإعداد الشباب الاعداد السليم حتى يصبحوا مواطنين صالحين نافعين لمجتمعهم بعيدا عن الأفکار المتطرفة. ولأهمية برامج الارشاد الأکاديمي تحددت مشکلة الدراسة في الإجابة على التساؤل الآتي: ما إسهامات برامج الارشاد الأکاديمي في تحقيق الأمن الفکري للشباب؟  

DOI

10.21608/jfss.2018.59631

Keywords

الارشاد الأکاديمي

Authors

First Name

باسم

Last Name

بکري إبراهيم

MiddleName

-

Affiliation

الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية کلية العلوم الاجتماعية – جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

13

Article Issue

13

Related Issue

9057

Issue Date

2018-10-01

Receive Date

2019-11-17

Publish Date

2018-10-01

Page Start

195

Page End

223

Print ISSN

2682-2660

Online ISSN

2682-2679

Link

https://jfss.journals.ekb.eg/article_59631.html

Detail API

https://jfss.journals.ekb.eg/service?article_code=59631

Order

4

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,010

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية

Publication Link

https://jfss.journals.ekb.eg/

MainTitle

دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية إسهامات برامج الارشاد الأکاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفکري لدى الشباب الجامعي

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023