مع أهمية الثروة البشرية إلا أن اهتمام العالم بالثروة المادية والطبيعية قد جاء أولاً، أما الثروة البشرية فقد جاء الاهتمام بها مؤخرًا،ويمثل الفقر عقبة أساسية للتنمية المتواصلة ورفع معدلات النمو الاقتصادي. کما يشکل الفقر والحرمان خطرًا على السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والأمن فهو يولد بيئة خصبة تنمو بها أشکال مختلفة من الانحراف والتطرف والمعارضة الجامحة التي قد تستهدف الدولة ذاتها في نهاية الأمر، وبالتالي فإن الحد من الفقر يتضمن آليات الوصول والمشارکة على المستويين الجزئي والمؤسسي، وقد شهدت مصر خلال العقد الماضي فترة من الرکود، کانت لها آثار اجتماعية سلبية على واقع التشغيل ومستوى المعيشة وقد ظهرت دلالات واضحة على تأثير الشرائح الفقيرة في المجتمع بشکل حاد. (1)
ويشکل تنمية العنصر البشرى فى البلدان النامية بصفة خاصة,الضمان الوحيد لإيجاد الفرد المهارى القيادى القادر على آداء مهامه وأدواره الوظيفية بشکل فعال من شأنه أن يؤثر فى العملية الإنتاجية من جهة وفى الناتج القومى من جهة أخرى,بإعتبار أن هذا العنصر البشرى هو الميزة الإقتصادية والآداة الحقيقية للنهوض بهذه المجتمعات وهذه الدول والوصول إلى معدلات مرتفعة من التنمية المنشودة.
ولقد أدت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى حدثت على المستوى العالمى فى الحقب الأخيرة إلى تصاعد وتيرة الاهتمام بالعمل الأهلى التطوعى فى کافة النواحى والمجالات المختلفة,إلا أن هذا النوع من العمل قد حظى باهتمام خاص فى دول العالم الثالث والتى تعد التنمية فيها بمثابة التحدى الأکبر والعمود الفقرى لتقدمها وتحقيق أهدافها المنشودة.
ومن ثم تعتبر المنظمات المجال الأساسي الذي تتمکن من خلاله المهن المختلفة من أداء أنشطتها المهنية بکفاءة وفاعلية ، وذلک بالإعتماد على الإدارة والتي تشمل التخطيط والتنظيم والقيادة وإدارة الموارد لتحقيق الأهداف التنظيمية والمهنية .