أولا:المدخل لمشکلة الدراسة ظاهرة أطفال الشوارع موجودة منذ زمن طويل في العديد من المناطق وتنقسم اراء الخبراء  حول کيفية تحديد هؤلاء الأطفال ،  لأنه يبدو أنها تندرج في العديد من الفئات وأعدادهم يصعب تحديدها وأطفال الشوارع تعبر بشدة عن التدهور الشديد لرأس المال الاجتماعي والإقصاء الاجتماعي بينما العوامل المباشرة المسؤولة عن حالتهم هي فريدة من نوعها لکل طفل ، وعموما تمثل بعض مزيج من انخفاض دخل الأسرة ، ونقص السکن ، والفشل في المدرسة واهمال الأسرة  وسوء المعاملة ، والصراعات المسلحة ، والکوارث الطبيعية والأوبئة⁽¹⁾. فظاهرة أطفال الشوارع ليست جديدة ولا تقتصر على مناطق جغرافية معينة  فالأطفال الذين يسموا بقنفذ الشوارع ، والهاربون ، او الوفيات في الشوارع والأطفال الضالين کانوا جزءًا من الظاهرة⁽²⁾. کما بلغ عدد أطفال الشوارع فى مصر( 16 الف طفل) معظمهم يترکز فى الحضر بنسبة( 88%) وأغلب أطفال الشوارع من الذکور بنسبة (83% ) وان حوالى (23%) منهم مرضى او معوقين وتتناقض هذه الأرقام مع  إحصاءات منظمة الامم المتحدة للطفولة التى توضح ان نسبة اطفال الشوارع فى مصر تقرب من مليونى طفل ⁽³⁾. اما الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والاحصاء فقد قدر عدد الأطفال المتسولين بحوالى مليون ونصف طفل بعضهم لا ينطبق علية صفة أطفال الشوارع⁽⁴⁾. وتعتبر هذه الفئة من المستبعدون من الناحية الاقتصادية والاجتماعية  والسياسية واکثر الفئات تعرضا للانتهاکات  النفسية والجسدية والجنسية ، عدا عدد قليل فقط من المؤسسات تدمجهم في برنامج مساعدتها ⁽⁵⁾. هذا قد يؤدي  بالجيل القادم الى العادات السيئة التي لا يمکن السيطرة عليها ، والتي لها تأثير على الجوانب  السياسية (السلام) ، والاجتماعية (القواعد ، والثقافة) ، والاقتصادية (على الناتج المحلي الإجمالي) ⁽⁶⁾. ومن اهم العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مشکلة  أطفال الشوارع فى مصر الهجرة من الريف إلى المدن هو بسبب  تدهور الظروف المعيشية في القرى الريفية. کما إن أفضل المؤسسات هي تلک التي تمتلک القدرة على الإبداع واستخدام الوسائل التکنولوجية الحديثة، لتصبح اليوم واحدة من المعايير المتعددة التي تعتمد عليها لقياس وتقييم الاداء  فتطوير الوسائل التکنولوجية يعد من العوامل المهمة والرئيسية لضمان النجاح من خلال تحسين الخدمات للمستفيدين من خلال تقديم خدمات جديدة ذات جودة عالية ⁽⁷⁾. بالإضافة الى  تنمية رأسمال البشري من خلال تأهيله وتدريبه على الوسائل التکنولوجية  الحديثة والقيام بعمليات البحث والتطوير کذلک تزيد من قدرة المؤسسة على  المنافسة في هذه المجالات ⁽⁸⁾. ويعتمد تقديم الخدمات الانسانية للعملاء على کمية کبيرة من المعلومات يتم تبادل هذه المعلومات أثناء تفاعلات الممارسين مع العملاء وخلال ادارة المؤسسة، وعند توثيق (المسألة والمحاسبة والکفاءة والفعالية ،عند تقديم الخدمة للعملاء المستفيدين من الخدمات^{(9 )}. ونظرا لأن المعلومات عنصر أساسى واسع الانتشار فى تقديم الخدمات ، فان التقنيات التى تقوم بجمع المعلومات وتخزينها ومعالجتها واستخدامها  لها تأثير کبير على الخدمات الانسانية وعلى الرغم من ان تقديم الخدمات ينتج عنة الکثير من المعلومات الا ان المؤسسات لا تستخدم حاليا سوى جزء ضئيل منها ⁽¹⁰⁾. کما أکدت البحوث العلمية ، على أن الاهتمام بالطفولة وحمايتها في مصر هى مهمة وطنية هامة لا تقل عن القضايا الوطنية الکبرى الاجتماعية و الاقتصادية ، وأن تهيئ لأطفالنا الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتربوية المناسبة لتطوير وطنهم نظرا لان هناک الکثير من أطفال الشوارع لا يأخذون حقوقهم من الرعاية الاجتماعية من أسرهم الطبيعية او من الاسر البديلة او مؤسسات الدولة للرعاية الاجتماعية مما يجعلهم فى المستقبل أکبر عقبة تواجه التنمية الاجتماعية والمدخل المباشر للإرهاب والعنف والامراض الاجتماعية بشتى صورها .