مع ازدياد الحوادث الإرهابية في مصر مع ما تقوم به الجهات الامنية والشرطية بالتعاون مع الجيش للقضاء عليها, ارتفعت الاصوات المنادية بأن الحل الأمني وحده لا يکفى لتحقيق الأمن الشامل داخل المجتمع , وتوضح تلک الدعوات ما أشار اليه خضور ( 1430 ) الى أن المفهوم الشامل للأمن يتمثل في أنه کل متکامل لا يمکن تجزئته في المجتمع , حيث أن المفهوم الضيق للأمن بمضمونه الشرطي أو الجنائي قد يؤدى لإتساع النظرة والإدراک لشمولية الأمن ليشمل جميع جوانب الحياه السياسية والإقتصادية والثقافية والغذائية , وهذا المفهوم الشامل للأمن القى مسئولية تضامنية بين جميع الجهات الرسمية والأهلية في المجتمع , بالإضافة لجميع أفراد المجتمع في تحقيق الأمن , ورصد التغيرات التي أدت الى الانحراف والجريمة ومعرفة أهدافها وعواملها وآثارها ونتائجها وأبعدها الاقتصادية والسياسية و الإجتماعية والثقافية ( خضور 1420 , 15 )
وقد أدى إتساع مفهوم المسئولية الأمنية إلى تأکيد أهمية الأمن الى ضرورة مشارکة جميع مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات التعليمية بحکم دورها في تربية أفراد المجتمع بصفه عامة ومدارس ومعاهد وکليات الخدمة الاجتماعية بصفة خاصة التي تقوم بإعداد الأخصائيين الإجتماعيين الذين يساهمون في حل المشکلات الانسانية ومواجهتها لدى جميع أفراد وفئات المجتمع وذلک من خلال المقررات الدراسية والأنشطة , وما توفره البيئة التعليمية في المدارس والمعاهد والکليات بالإضافة الى التدريب الميداني أو العملى من مناخ يساعد على تحقيق الأمن الفکري للطلاب , وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع للحصول على مجتمع آمن ومستقر.
ونظراً لضعف المستوى الفکري لفئة قليلة من الشباب وتبنيهم لبعض الأفکار المنحرفة وقيامهم بأعمال ارهابية , وانسياقهم خلف بعض التيارات المضللة والأفکار الهدامة , ولأهمية الأمن الفکري في الوقاية من الارهاب ومواجهته , وذلک بنشر المفاهيم والقيم الدينية الصحيحة وتصحيح المعتقدات الخاطئة وغرس قيم المواطنة الصالحة وتحصنهم وتقيهم من شر الإنحرافات العقائدية والفکرية الهدامة , فهدفت المؤسسات التعليمية للخدمة الاجتماعية على تحقيق هذه الاهداف التعليمية والتربوية , والتأکيد على أهمية المحافظة على مقدرات الوطن ومنجزاته التنموية , وعلى ضرورة الاعتزاز بالوطن والحفاظ عليه واحترام الحقوق العامة لجميع المواطنين , وأن يتحمل مسئوليته نحو خدمة وطنه والدفاع عنه .
هذا وبالإضافة إلى أن للأمن صله وثيقة بمقاصد الشريعة الاسلامية التي تهتم بحفظ الضروريات الخمس وصيانتها من الضياع وهى حفظ ( الدين – النفس – العقل – العرض – المال ) وتصرفات الناس تستند إلى قناعتهم وأرصدتهم الفکرية والإعتقادية , ويظهر في سلوکهم من خير أو شر , ومن هنا جاءت أهمية وخطورة الأمن الفکري الذى بنى على الإعتقاد والفکر السليم والعقيدة الاسلامية الصحيحة وما فيها من توجيه تربوي واجتماعي.
وانطلاقا من دور مهنة الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب ( في الجامعات ) في تحقيق الأمن الفکري من منظور شامل لدى الطلاب من خلال الترکيز على الأنساق المختلفة المرتبطة بها في اطار مفهوم العدالة الاجتماعية ومنظور الممارسة العامة ، بما يتيح للأخصائيين الاجتماعيين في هذا المجال حرية اختيار وتطبيق المناسب من نظريات ومداخل واستراتيجيات وتکنيکيات وأدوار للأخصائي الاجتماعي وتطبيق المهارات الملائمة من خلال تصور مقترح من أجل تحقيق الأمن الفکري لدى الطلاب . لذا تحاول الدراسة الراهنة اعداد تصور مقترح لدور طربقة خدمة الفرد بالمعاهد العليا للخدمة الاجتماعية فى تحقيق الأمن الفکري لدى الطلاب .
ثانيا : أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلي التعرف علي دور معاهد الخدمة الإجتماعية في تحقيق الأمن الفکري لدي طلابها وذلک من خلال التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع , ووضع تصور مقترح من منظور طريقة خدمة الفرد لتفعيل هذا الدور لتحقيق الأمن الفکرى لدى الطلاب .
ثالثا : أهمية الدراسة
تتمثل أهمية الدراسة في الجانب النظري عن مفهوم الانحراف الفکري واسبابه ومفهوم الامن الفکري وأهميته , بالإضافة الى تقديمها تصور مقترح لتفعيل الدور الذى يقوم به المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بسوهاج في تحقيق الأمن الفکري من خلال البحث العلمي والمقررات الدراسية والأنشطة الطلابية .
رابعا : تساؤلات الدراسة
تحاول الدارسة الراهنة الاجابة عن التساؤل الرئيسي الأول التالي :
ما دور معاهد الخدمة الاجتماعية في تحقيق الأمن الفکري لدى طلابها ؟
ويتفرع منه التساؤلات الآتية :
1- ما دور البحث العلمي في تحقيق الأمن الفکري لدى الطلبة ؟
2- ما دور الانشطة الطلابية وخدمة المجتمع في تحقيق الأمن الفکري لدى الطلبة ؟
3- ما دور التعليم والمقررات الدراسية في تحقيق الأمن الفکري لدى الطلبة ؟
التساؤل الرئيسي الثاني : ما الدور المقترح لطريقة خدمة الفرد في تحقيق الأمن الفکري لدى الطلبة ؟