الابتکار في اللغة العربية مأخوذ من الفعل بکر ومنه أبکر وباکورة وابتکر والتبکير، ويشير إلى الإسراع في القدوم والابتداع غير المسبوق.(مجمع اللغة العربية:2004، 59)
والابتکار في اللغة الإنجليزية من الفعل Create والشخص المبدع يسمى Creative Person . (منير البعلبکي: 2007، 228)
والابتکار کسمه عقلية يتوافر لجميع البشر بدرجات مختلفة، حيث يعني الابتکار القدرة على اکتشاف علاقات جديدة وأسلوب حياة فريد وحلول أصيلة للمشکلات وحساسية تتسم بالجدة والمرونة والأصالة والإکمال لما يعترض الإنسان من مواقف ومشکلات متنوعة في الحياة.
ويرى بول تورانس Torrance – وهو أحد رواد الابتکار- أن الابتکار يصبح فيها الفرد حساساً للمشکلات مدرکاً لأوجه النقص والثغرات المعرفية والعناصر الناقصة وعدم الاتساق، فيتعرف الفرد على الصعوبات ويضع التصورات لحلها ويصل إلى النتائج المفيدة بشأنها. (Torrance: 1969,34)
ويتفق جيلفورد - وهو من أهم رواد الابتکار- مع تورانس مؤکداً أن القدرات الابتکارية عملية يصبح فيها الفرد مدرکاً للمشکلات وأوجه النقص المختلفة وفجوات المعرفة والمباديء الناقصة وعدم الاتساق، فيحدد الفرد الصعوبات ويقدم التخمينات ويصيغ الفروض عن النقائص، ويسعى لاختبارها وتعديلها للوصول إلى نتائج وحلول مفيدة في النهاية. (Guilford: 1980,95)
ويتفق عبد الناصر عوض مع التعريفين السابقين ويشير إلى الابتکار بوصفه عملية عقلية تحليلية تفسيرية ترابطية شاملة ترى ما لا يراه الآخرون من نقائص، وتسعى لسد الثغرات وتقديم المقترحات العملية الناجحة لمواجهة المشکلات.(عبد الناصر عوض: 2002، 38- 39)
وفي تقديري أن الابتکار في إطار هذه الورقة البحثية يشير إلى قدرة الأسرة، وخاصة الزوجين على تفهم جوانب الحياة الأسرية ومواجهة الصعوبات المعيشية لصنع التوافق الأسري الإيجابي في ضوء تنفيذ الحلول المتفردة للمشکلات الأسرية المتنوعة، خاصة في ظل تراکم المتغيرات البيئية.