Beta
58753

الشباب وظاهرة الأنومى قراءة في صراع الهوية القومية والعالمية

Article

Last updated: 24 Dec 2024

Subjects

-

Tags

-

Abstract

إطلالة عامة:
     يتفاعل الشباب مع بيئة ليست محلية محدودة ولکن مع بيئة عالمية تتسم بالتغيرات السريعة المذهلة وعالم مضطرب يتسم بالغزو الثقافى المتدفق بمخالبه وتتصارع فيه الحضارات والقوميات صراعا ثقافيا متوحشا مما ينعکس سلبا على البناءات الأيديولوجية واختلالها فى المجتمعات والتعددية الثقافية وغموض الهوية القومية وغياب القاعدة أوالمعيار المجتمعى، وفى هذا الاطار العالمى سريع التدفق والتغير اللامحسوب المذهل الذى فاق کل التوقعات کانت طموحات الشباب المشروعة وغير المشروعة التى قد لاتتوافق مع قدراتهم مما عززمن الاختلال الأنومي أو اللامعيارية لديهم وتعني اللا قانون واللاقاعدية وتنم جميعها عن خلل في الترکيب الذي يؤدي إلى حالة اللانظام أو اللاقانون وإلى افتقار مفهوم السلوک إلى القاعدة والمعيار التي يمکن بها وبناء عليها قياس أو تميز السلوک السوي عن السلوک غير السوي . والمعتقدات في حالة انتشار حالة اللامعيارية يصاب البناء الثقافى والقيم والأعراف والقوانين والضبط الاجتماعى غير الرسمى وصعوبة تحقيق الاتفاق فى المعتقدات وتفکک عناصر التضامن وغياب الوعي في المجتمع بالضعف والوهن وتفتقد بذلک القاعدة التي تعتمد عليها بسبب عدم القبول أو عدم جدواها والقناعة بها، وبالتالي يحدث قلق وتوتر لدى الشباب ومن ثم ارتباکه أو عزلته عن المجتمع. وفي مثل هذه الظروف والأوضاع يصل المجتمع إلى حالة من الفوضى واللانظام واللامعيارية واللاقاعدية، إنها ظاهرة إنهيار القيم بکل أشکاله.
وظهرلدى الشباب کثير من المظاهر والسلوکيات التى تعزز إختلال الأنومى منها ظهور شعار جديد غير مسبوق، وهو ضرورة تمکين الشباب، وقد ترجمه الناشطون السياسيون الجدد بمعنى ضرورة إقصاء الأجيال السابقة کافة، وأن يشغلوا هم وظائف الإدارة الکبرى إنها طموحات وتطلعات متنامية أکبر من القدرات وتعکس السرعة المذهلة فى تحقيق الطموحات حتى إذا لم تتوافر الوسائل والقدرات الضرورية واللازمة لتحقيقها، وکأنهاعواصف للتمرد على الأوضاع القائمة، إنها حقبة التمرد المطلق بکل أشکاله وصوره.
وانتقلت عواصف التمرد إلى الجامعات، حيث اختلّت العلاقة اختلالاً جسيماً بين الطلبة والأساتذة، وإلى الشرکات والمصانع حيث اعتدى الموظفون والعمال على المديرين لإجبارهم على الإذعان لمطالبهم المالية، وسادت في المجتمع ظاهرة انهيار القيم، التي يطلق عليها الأنومي، أي الافتقار إلى معايير واضحة لتحديد الفروق بين السلوک الاجتماعي المشروع وغير المشروع. وهکذا اختلطت الثورة بالفوضى وأصبحت مهمة إعادة القيم لتحکم السلوک الاجتماعي مهمة بالغة الصعوبة فى إطار تغيرات کونية مذهلة وغزو ثقافى غاشم لايرحم الثقافات القومية نتيجة صراع ثقافى غير متکافئ، وإنشطار وتعددية ثقافية غير متوقعة.
ويُستخدَم الاصطلاح أحياناً کمرادف لمصطلح الاغتراب حيث يصبح الفرد بلا جذور فيفقد الاتجاه، ويسبب له هذا اختلالاً نفسياً، وقد عدَّل روبرت مرتون معنى کلمة أنومي، فبدلاً من الحديث عن غياب المعيارية، تحدَّث عن الصراع بين المعايير، أي أن حالة الأنومي تظهر حينما يواجه المرء أهدافاً غير متسقة في حياته، أو حينما يُطرَح عليه حلم مستحيل وهو هدف نهائي دون توفير الوسائل التي تساعده من تحقيق الهدف، أو حينما تتناقض الأهداف الاجتماعية مع المقاييس السلوکية التي تساعد على تحقيقها. ففي الولايات المتحدة ـ على سبيل المثال ـ يؤکد الحلم الأمريکي أن تحقيق الثروة هو الهدف من الحياة، وهو ما عُبِّر عنه بمقولة "من الأسمال إلى الثروة"، ولکن الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف محدودة جداً والفرد الأمريکي لا يتمکن من تحقيق حلمه من خلال القنوات الشرعية مهما بذل من تضحيات. ولذا، تبدأ حالة الأنومي في الظهور ويلجأ الفرد لوسائل غير مشروعة مثل الانحراف والجريمة وتعاطي المخدرات، إما لتحقيق الهدف المستحيل أو لتحقيق التوازن الذي فقده الإنسان نتيجة الحلم المستحيل والهدف الغائب.
 ويشارللامعيارية أيضاً بـالتفسخ وهي ترجمة للکلمة الفرنسية أو الإنجليزية أنومي Anomie  ، وهي من کلمة يونانية تعني بلا قانون. وتعني فقدان المعايير وغياب أي اتفاق جوهري أو إجماع بشأنها في المجتمع الحديث الذي تتآکل فيه القيم والتقاليد. وکان دورکايم أول من َطوَّر المصطلح فبيَّن أن حالة اللامعيارية تنشأ في حالة انتقال المجتمع من التضامن الآلي إلى التضامن العضوي قبل اکتمال مؤسسات المجتمع العضوي. ويذهب دورکايم إلى أن السعادة البشرية والنظام الاجتماعي يعتمدان على درجة من التنظيم الاجتماعي من قبَل المجتمع وعلى الإجماع، وبدونهما تسقط الطبيعة البشرية فريسة "لمرض التطلع اللامتناهي" ويفشل المجتمع في تحقيق الطمأنينة لأعضائه. ومما يزيد الأمر سوءاً أن المؤسسات الوسيطة التي تُوجَد في المجتمعات التقليدية تختفي تماماً في العصر الحديث، الأمر الذي يترک الفرد وحيداً في مواجهة حالة اللامعيارية هذه، وأحد أشکال تزايد معدلات اللامعيارية هو تزايد معدلات الانتحار.
ولو عاش دورکايم حتى هذه الحقبة لبدل زيادة معدلات الانتحار بزيادة معدلات الفوضى والانحراف الأخلاقى کعائد غير متوقع للتغيرات kوالثورة الکونية، وأن سبب تزايد اللامعيارية والأنومى التدفق المتلاحق للتغيرات الکونية وايقاعها السريع غير المعهود وتدفق الغزو الثقافى المتنامى لثقافات مغايرة أهتز معها البناء الاجتماعى فى المجتمع بعناصره المختلفة، وتعددت أشکال الأنومى واللامعيارية لأشکال وصور الفوضى واللامبالاة والطموحات غير المشروعة ورفض الضبط الرسمى وغير الرسمى وتقبل الثقافات الوافدة  ورفض الثقافة الوطنية ورموزها المجتمعية، إنه واقع کونى يعزز من الشيئية واللامعنى والأنومى خاصة لدى الشباب الذى يتسم بالحلم والتطلعات والأهداف المتنامية

DOI

10.21608/jfss.2016.58753

Keywords

ظاهرة الأنومى

Authors

First Name

طلعت

Last Name

السروجى

MiddleName

-

Affiliation

عميد کلية الخدمة الاجتماعية الأسبق جامعة حلوان

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

3

Article Issue

3

Related Issue

8949

Issue Date

2016-04-01

Receive Date

2016-02-14

Publish Date

2016-04-01

Page Start

11

Page End

32

Print ISSN

2682-2660

Online ISSN

2682-2679

Link

https://jfss.journals.ekb.eg/article_58753.html

Detail API

https://jfss.journals.ekb.eg/service?article_code=58753

Order

1

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,010

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية

Publication Link

https://jfss.journals.ekb.eg/

MainTitle

الشباب وظاهرة الأنومى قراءة في صراع الهوية القومية والعالمية

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023