أولا: المقدمة ومشکلة الدراسة:
مما لاشک فيه أن الانسان الذي ينشأ على حوار متفهم بناء سوف ينشا إنسان سوي مؤمن إيماناً قوياً لا تزعزعه أعاصير ولا تؤثر على عقيدته تيارات فکرية، يتمتع بخلق قويم ومحب لدينه ووطنه وأمته،خال من العقد النفسية ومتعايش مع نفسه قبل تعايشه مع الأخرين، راضي وقانع بما وهبه الله من قدرات ومهارات وکفاءات ويعمل على تنميتها وإستثمارها في الخير، يحب الخير لمن حوله حتى ولو کانوا مخالفين له في الدين أو الجنيس أو الراي، يعرف واجباته تجاه الاخرين ويؤديها قبل أن يطالب الأخرين بحقوقه تجاهه، ففي الحوار البناء ترويض للنفس على قبول النقد وإحترام أراء الاخرين، وتتجلى اهميته في دعم االنمو النفسي، والتخفيف من مشاعر الکبت وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق(1).
وللحوار قيمة حضارية وإنسانية فعن طريق يکون ارتقاء الأمم والشعوب، وتقدم التقنيات والحضارات، کما أنه أحد الأساليب التربوية المهمة، فمن خلاله تتضح الصورة وتتجلى الفکرة وتقرب المعاني بأسلوب شائق، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفکار الخاطئة لدى الآخرين، وديننا الإسلامي الحنيف منذ بدايته دعى إلى الحوار واهتم به اهتماماً بالغاً، لما له من أثر طيب في الإقناع والوصول إلى الحقيقة من أيسر الطرق وأقومها لما فيه من ترويض للنفوس على قبول النقد واحترام آراء الآخرين(2).
هذا وللحوار أهيته الکبرى، والذي جعل العديد من الهيئات العالمية تهتم به وتهتم بتنميته، وللحوار أهميته فقد جعلت الأمم المتحدة من عام (2001م) عاماً للحوار بين الحضارات في تاريخ البشرية، وإشاعة الاحترام المتبادل بينها، وتم إنشاء دوريات متخصصة في الحوار، وأنشأت بعض الدول مؤسسات للحوار لرعاية الحوار الوطني أو الإقليمي أو العالمي(3).
کما يعد الحوار من أهم آليات التواصل الفکري والثقافي والاجتماعي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر، لماله من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفکير المشترک والتحليل والاستدلال، کما أن الحوار من الأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانفرالية، وتفتح له قنوات للتواصل يکتسب من خلالها المزيد من الوعي(4).
وتعاني المجتمعات العربية إلى حد کبير من التسلط وغياب التربية على الحوار، مما يؤثر على تنشئة الأبناء فيؤدي بشکل غير مباشر إلى ترسيخ العنف، وعشوائية الاتجاهات في شخصية الفرد، فعندما يحجب الوالدان عن الأبناء فرصة التحاور، والتشاور، والمناقشة النقدية، ومواجهة هذه الآليات بحاسب وانفعال، واستخدام للنفوذ والسيطرة، يحکم الموقع الاجتماعي، فإن ذلک يؤدي إلى القمع الذي يتراکم في الشعور، وفي اللاشعور، والذي سرعان ما يؤدي إلى العنف والتمرد والمواجهة(5).
والفرد يستطيع أن يتواصل مع من حوله حوارياً مستخدماً فنون اللغة والحوار سواء کان ذلک بالاستماع أو الحديث أو القراءة والکتابة، أي أن الفرد يتواصل ويتحاور مع من حوله إما مرسلاً فيتکلم أو يکتب أو مستقبلاً فيسمع أو يقرأ(6).
فالحوار يعد ظاهرة صحية في المجتمع، ورکيزة فکرية وثقافية، ووسيلة يستطيع الفرد من خلالها أن يوصل ما يريده من أفکار إلى الآخرين بالحجة والبرهان، کما أنه يعد الوسيلة الأسلم والأسمى إلى الدعوة والتواصل مع الآخرين ،کما أن للحوار أهمية بالغة في النهوض بالأفراد والمجتمعات ومواجهة المشکلات المختلفة، ولذلک فقد أوصت العديد من الندوات والمؤتمرات والدراسات بإعطاء هذا الموضوع حق من الدراسة والبحث کما أوصت بتدريس مبادئ الحوار وأهدافه ونظمه وتثبيت قيم التسامح وآداب الاختلاف وقبول النقد، وتعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى أفراد المجتمع من خلال المؤسسات الاجتماعية والتربوية.
ولأهمية موضوع ثقافة الحوار لدي الشباب وتنميته، فقد تناولته کثير من الدراسات بالبحث والدراسة فنجد دراسة الهاشمي (2004):(7)
في دراسة أن تعليم الحوار وتعزيز ثقافته من خلال المواد الدراسية وخاصة في مادة التعبير الشفهي والمکتوب لا قيم وفق الأسس التربوية الصحيحة ولا يتماشي مع الاتجاهات العالمية المعاصرة وأنه يمهل في أحيان کثيرة ظناً بأنه لا توجد حاجة إليه وتدريب المتعلم عليه..
في حين دراسة عبد الکريم بکار (2004):(8)
أن المتعلم هو أحوج ما يکون إلى تعلم الحوار وتعزيز ثقافته ومهارته وفنياتهم وآدابه وأصوله، وعلى الرغم من أهمية ذلک في حياة المتعلم إلا أن الحوار تعلماً وتعليماً لا يحظى بالاهتمام والعناية التي تتناسب مع أهميته، وما زلنا بحاجة إلى إيجاد الحلول المناسبة والخطط والبرامج والنماذج والصيغ التي تهم في تعزيز ثقافة الحوار لدى المتعلم وإکسابه مهارته وأصوله وفنياتهم وآدابه وأن تتم التربية من خلاله.
وفي دراسة قام بها مرکز للحوار الوطني (2006م):(9)
والتي تناول العوامل المؤثرة في رفع مستوى ثقافة الحوار في الوقت الحالي أو من المحتمل أن يکون لها تأثير في المستقبل وکانت النتيجة في العوامل ونسبها هي على النحو الآتي: التعليم بالنسبة (27%)، التربية الأسرية بنسبة (26%)، الأعلام بنسبة (25%)، اللقاءات الأنشطة الثقافية والاجتماعية (23%)، ومن نتائج تلک الدراسة تؤکد أهمية رفع مستوى ثقافة الحوار ومهاراته من خلال التعليم.
أشارت دراسة ريم خليف محمد الباني (2007م):(10)
والتي استهدفت التعرف على واقع ثقافة الحوار في المدرسة الثانوية ومقوماته ومعوقاته ومعرفة دور ثقافة الحوار في تعزيز بعض القيم الخلقية مثل (الصبر والحلم والصدق، التسامح، تقبل الرأي الآخر واحترامه) ومعرفة مدى ممارسة الطالبات للحوار مع زميلاتهن ومع معلماتهن واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي ويلفت عينة الدراسة (456) من طالبات المرحلة الثانوية واعتمدت الباحثة على استبانه موافقات بدرجة کبيرة على أهمية الحوار وعلى أنهن يمارسن ثقافة الحوار مع معلماتهن ومع زميلاتهن وأنهن يدعين الصدق أثناء عملية الحوار.
وفي دراسة اخرى لدراسة هلال حسين فلمبان (2008م):(11)
والتي استهدفت التعرف على دور الحوار في وقاية الشباب من الإرهاب الفکري من خلال توضح مکان الحوار في الإسلام والتعرف على خصائص الشباب وأهميته وتوضيح مفهوم الإرهاب الفکري وجذوره ومظاهرة وأسبابه وبيان موقف التربية الإسلامية من الإرهاب الفکري، وبيان صفات المحاور الناجح الذي تحتاج إليه المؤسسات التربوية کالمدارس والجامعات الوقاية الشباب من کثير من المظاهر السلبية.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج منها أن ثقافة الحوار بما تتضمن من أصول وآداب بين أوساط الشباب والأسرة والمدرسة والمجتمع صفيق جداً، يفتقد کثير من الشباب إلى الحوار المفيد والبناء مهم من قبل الأسرة والمدرسة والجامعة، حاجات الشباب إلى التدريب کل من التعامل مع الآخرين وتعويدهم على احترام الرأي الآخر وإن کان مخالفا.
کما أشارت دراسة خليل بن عبيد الحازمي (2009م):(12)
والتي استهدفت التعرف على دور الحوار الوطني في تعزيز الأمن السياسي، والتصرف على دور الحوار الوطني في تعزيز الأمن الاجتماعي وکذلک في تعزيز الأمن الاقتصادي وأيضاً دور الحوار في تعزيز الأمن الفکري، استخدم الباحث المنهج الوصفي واستخدم منهج المسح الاجتماعي بالعين وطبقت الدراسة على ثلاثة عشرة منطقة بالمملکة العربية السعودية وطبقت الدراسة على عدد (2638) مفردة ذکوراً وإناثاً.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن الحوار الوطني دوراً عالياً جداً في تعزيز المحافظة على الوحدة الوطنية، أن للحوار الوطني دوراً عالياً في العمل على تشريع عمليات الإصلاح إلياس وتنمية الوعي السياسي لأفراد المجتمع، والتوسع في مؤسسات المجتمع المدني وتفصيل دورها وتطوير وسائل الإيصال بين الحاکم والمحکوم لتوطيد العلاقة بينهما وتهدئ النفوس لتخفيف مشاعر العداء وتعزيز فرص الايضات للرأي الآخر لتعزيز تواصل المواطن مع الدولة.
وفي دراسة قام بها إبراهيم عبد الله العبيد (2010): (13)
في دراسة بعنوان تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى طلاب المرحلة الثانوية الدواعي والمبررات والأساليب وهدفت الدراسة إلى تأصيل مفهوم الحوار وأصوله وأسسه ومبادئه التربوية وبيان دواعي ومبررات تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته في أساليب التربية لدى طلاب المرحلة الثانوية والتصرف على المهارات الحوارية اللازمة لطلاب المرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية، والوصول إلى الأساليب المناسبة لتعزيز ثقافة الحوار ومهاراته لدى طلاب المرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج منها أن الدواعي والمبررات من تعزيز ثقافة الحوار ومهاراته بناء شخصية الطالب وزيادة خبراته العلمية والعملية ومناقشة الموضوعات والقضايا التي تتصل بخبرات المعلم وتجاربه وتحقيق التعددية الثقافية لأفراد المجتمع.
وکانت أکثر الأساليب الثقافية الاجتماعية ممارسة هي تعزيز قيم الحوار لدى المتعلم وتعزيز دور المؤسسات الاجتماعية بنشر وتنمية وتطوير ثقافة الحوار لأفراد المجتمع.
أشارت دراسة سحر عبد الرحمن الصديقي (2011م): (14)
والتي استهدفت الوقوف على مکان الحوار في تنشئة الأبناء في الأسرة السعودية عند طلاب الصف الثالث الثانوي، والوقوف على أساليب التنشئة على الحوار المتبعة داخلا الأسرة السعودية عند طلاب الصف الثالث الثانوي وکذلک الکشف عن معوقات الحوار في تنشئة الأبناء في الأسرة السعودية، وطبقت الدراسة على عينة من طلاب الثانوي وعددهم (4753) طالباً موزعين على (38) مدرسة.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن أکثر أساليب التنشئة على الحوار والمستخدمة في الأسرة من وجهه نظر الطالبات القدوة ثم يلين أسلوب الترغيب، ثم يلين أسلوب الوعظ، ثم يلين أسلوب النقاش والإقناع، وأن أقل أساليب التنشئة على الحوار والمستخدمة في الأسرة من وجهه نظر الطلاب والطالبات أسلوب التحقير والاستهزاء ثم تليها أسلوب العقاب، ثم يلين أسلوب القصة.
وإن من أکثر المعوقات التي تعوق الحواريين الوالدين والأبناء من وجهه تطر عينة الدراسة هو إحساس الأبناء بعدم اقتناع الوالدين بوجهات نظرهم، ثم خوف الأبناء من ردة فعل الوالدين عند التعبير عن رأيهم ثم عدم تخصيص الوالدين وقتاً للحوار مع الأبناء.
فنجد دراسة توماس ميسون:(15) Thomas Mason 2004
والتي استهدفت التعرف على الاهتمام بثقافة الحوار داخل المؤسسات التعليمية بين فريق العمل بالمدرسة في التأثير على الدور التعليمي والاجتماعي للمدرسة وطبقت الدراسة على المدارس الثانوية وأعضاء هيئة التدريس بها في کان کوينس بکندا واستخدم الباحث في هذه الدراسة المقابلات الشخصية والملاحظات والبحث الاجتماعي الشامل ولفريق العمل..
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج منها أن استخدام فريق العمل بالمدرسة لثقافة الحوار مع الطلاب ومع إدارة المدرسة ومع أولياء الأمور ساهم في تعديل الاتجاهات والعادات غير السليمة للطلاب وساهم في إحداث تغيير اجتماعي سليم في الطلاب وتطوير المهارات الاجتماعية لديهم والتي منها مهارة المسئولية الاجتماعية والمهارة الحيثية والمهارات الذاتية.
:2007(16) Chhabra, Meenakshi کما نجد دراسة ميناکش کهابرا
والتي تناولت دور المؤسسات التعليمية في تعليم الطلاب ثقافة التسامح ونبذ العنف بينهم، وطبقت الدراسة على عدد (22) طالب في المدارس الإعدادية في الهند وبعد تطبيق برنامج لتعليم الطلاب في المدرسة ثقافة الحوار والتعاون في الأنشطة بين الطلاب توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن المدرسة من خلال البرامج والأنشطة والحوار مع الطلاب قد ساهمت في نبذ العنف بين الطلاب وإکسابهم ثقافة الحوار وتقيل رأى الآخرين والتعاون معهم.
(17):Douglas Walton 2008 کما أشارت دراسة دوجلاس والتون
والتي تناولت ثقافة الحوار لدى الشباب العاملين بالمؤسسات الصحية ودور الخدمة الاجتماعية في تدعيمها، وطبقت الدراسة على العاملين من الشباب في اليونان وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن استخدام برامج إرشادية فردية وجماعية مع الشباب العاملين بالمؤسسات الصحية ساهم في تنمية ثقافة الحوار لديهم سواء مع بعضهم البعض أو مع إدارة المستشفى والمرضى، کما أثبتت نتائج الدراسة أيضاً فاعلية الدور الإرشادي للخدمة الاجتماعية في تنمية ثقافة الحوار لدى العاملين بالمؤسسات الصحية من الشباب وذلک من خلال ورش العمل والمحاضرات والندوات واللقاءات المفتوحة معهم.
(18)Jennifer Buehler 2009 کم أشارت دراسة جنيفر بوهلير
التي استهدفت التعرف على تأثير ثقافة الحوار في التعامل مع مشکلات الحياة لدى الشباب البالغين، وطبقت الدراسة على طلاب الجامعة في ولاية تکساس والذي بلغ عددهم (457) شاب.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن تأثير ثقافة الحوار سواء داخل الأسرة أو في الجامعة أثرت على فکر ووعي الشباب الجامعي نحو مشکلات البيئة وزادت في فرص العمل الفريق لديهم، وساهمت في إدراک الذات وإعادة الثقة بالنفس لدى الشباب.
: (19)David Alberto 2009 کما أشارت دراسة ديفيد ألبرتو
والتي استهدفت التعرف على تأثير ثقافة الحوار لدى الشباب في التغيير الثقافي والاجتماعي بينهم وبين أفراد المجتمع وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن استخدام جماعات المناقشة مع الشباب وکذلک تنظيم ورش عمل للشباب قد أثر إيجابياً على ثقافة الشباب نحو القضايا الاجتماعية وزاد لديهم الوعي بمشکلات البيئة وساهم في زيادة قدرتهم على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية الاجتماعية وساهم في تشکيل عملية التعليم والتعلّم لديهم.
2010:(20) Donn short کما تبين دراسة دون شورت
والتي استهدفت التعرف على المخاطر السلوکية والمشکلات الاجتماعية الناتجة عن عدم وجود ثقافة للحوار بين الشباب في المدارس وفي المنزل وتوصلت الدارسة إلى مجموعة من النتائج منها أن غياب ثقافة الحوار بين الشباب في المدارس قد أدى إلى حدوث مشکلات سلوکية لدى الشباب مثل سلوک التمرد وانتشار سلوک العنف والعزلة لدى الطلاب، وظهور مشکلات الانحراف الأخلاقي والسلوکي.
وطريقة العمل مع الجماعات کإحدى طرق الخدمة الاجتماعية التي تسهم بالتعامل مع الإنسان کعضو في جماعة کما انها تهتم بتدعيم وتنمية القيم الإنسانية کالعدل والمساواة والمسئولية الاجتماعية وإکساب الثقة بالنفس من خلال عمل الأخصائي الاجتماعي مع الجماعات في مختلف مؤسسات المجتمع.
وتستخدم طريقة خدمة الجماعة کوسيلة لمساعدة الفرد على النمو من خلال الخبرة الجماعية , العلاقات الاجتماعية حيث يترکز اهتمام الأخصائي على تنمية المسئولية الاجتماعية والمواطنة النشطة الفعالة من اجل تقدم المجتمع الديمقراطي(21).
وتعتبر المناقشة الجماعية وسيلة أساسية من وسائل التعبير الاجتماعي حيث أنها ترتبط بکل الأنشطة التي تمارسها الجماعة کما أنها الوسيلة المناسبة التى يمکن أن تستخدم فى عملية الإيصال فى طريقة العمل مع الجماعات ولا شک أن أهداف طريقة العمل مع الجماعات يتحقق معظمها من خلال المناقشة الجماعية لأنها تساعد الأخصائي فى دراسة شخصية الأعضاء والعمل على التأثير فى عملية التفاعل من أجل تنمية تلک الشخصيات وعلى أخصائي الجماعة مراعاة مشاعر الأعضاء من خلال المناقشة ودراسة أسباب تلک المشاعر وعلى أخصائي الجماعة العمل على تکوين وتدعيم العلاقة المهنية حيث عن طريقها يمکن تحقيق أهداف المناقشة حيث أن الجو الاجتماعي المناسب يحقق أهداف الوسيلة المستخدمة ويمکن الاستفادة أيضاً من خلال المناقشة من حيث التعرف على إمکانيات وقدرات الأعضاء التى يجب توظيفها لمصلحة الجماعة وتحقيق أهدافها وتتم المناقشة الجماعية من خلال دراسة الواقع الاجتماعي للأعضاء والارتباط بأهداف المؤسسة التى يجب أن يرتبط بها أعضاء الجماعة وهذه المناقشة يجب أن تؤدى إلى إجراءات تنفيذيه من حيث القيام بالاتصالات الضرورية وتوزيع المسئوليات وتکوين اللجان وإعداد وتنفيذ البرنامج الذي يتضمن الأنشطة الأخرى المرتبطة بحاجات ورغبات الأعضاء(22).
وهناک العديد من الدراسات التي اکدت على اهمية استخدام تکنيک المناقشة الجماعية في خدمة الجماعة منها على سبيل المثال وليس الحصر:
نجد دراسة أحمد فوزي الصادي 1972 والتي استهدفت اثر المناقشة الجماعية على تماسک الجماعة الصغيرة وأثبتت أهمية المناقشة الجماعية في تحقيق أهداف الجماعة الصغيرة , فمن خلالها يمکن تحقيق تماسک الجماعة الصغيرة وبالتالي تحقيق أهدافها (23).
کذلک دراسة ماجدي عاطف محفوظ 1992 استهدفت استخدام أخصائي الجماعة لتکنيکي لعب لدور والمناقشة الجماعية وإکساب الأعضاء المهارات الاجتماعية وأشارت نتائج الدراسة إلى ان استخدام أخصائي الجماعة للمناقشة الجماعية مع أعضاء الجماعة أدى إلى إکسابهم المهارات الاجتماعية .(24)
وأيضاً دراسة نورهان منير حسن 2001 والتي استهدفت استخدام المناقشة الجماعية لدعم المساندة الاجتماعية للمراهقات مجهولات النسب وتوصلت نتائجها إلى ان استخدام المناقشة الجماعية کأداة فنية في طريقة العمل مع الجماعات قد تساعد فى دعم المساندة الاجتماعية للفتيات مجهولة النسب .(25)
وهناک دراسة محمد بسيوني محمد عبد العاطي 2005 التي استهدفت التعرف على تأثير استخدام المناقشة الجماعية في التخفيف من الشعور بالاغتراب السياسي لدى الشباب الجامعي واستخدمت المنهج التجريبي واعتمدت على مقياس الاغتراب السياسي وتوصلت نتائج الدراسة الى صحة فرض الدراسة الرئيسي الذي يشير الى تأثير المناقشة الجماعية في التخفيف من الشعور بالاغتراب السياسي لدى الشباب الجامعي وکذلک صحة الفروض الفرعية(26)
وأخيراً دراسة شريف سنوسي عبد اللطيف 2008 استهدفت تحديد العلاقة بين استخدام تکنيک المناقشة الجماعية وإکساب الشباب صفات المواطنة . واستخدم الباحث المقابلات شبه المقننة واستخدم المنهج التجريبي من خلال جماعة تجريبية وأخرى ضابطة وتوصلت نتائج الدراسة الى صحة فرض الدراسة الرئيسي وهو انه من المتوقع استخدام تکنيک المناقشة الجماعية في خدمة الجماعة مع جماعات الشباب إلى إکسابهم صفات المواطنة وکذلک صحة مؤشراته الفرعية(27).
وإتساقاً مع الطرح السابق حول أهمية ثقافة الحوار بين الشباب بصفة خاصة وبين جموع الناس بصفة عامة، وفي إطار أهمية العمل مع جماعات الشباب لتنمية ثقافة الحوار فيما بينهم، تحددت مشکلة الدراسة في تحديد دور المناقشة الجماعية في تنمية ثقافة الحوار لدى الشباب.