هذه مقاربة لرواية "2084، حکاية العربي الأخير" للکاتب الجزائري واسيني الأعرج، وهي عمل داخل ضمن کتابات استشراف المستقبل. تقدم وفق رؤيتها نبوءات مستقبلية عن مصير المنطقة العربية المنتظر من خلال قضايا أنطولوجية تخص القومية والعرق والعلاقة بالآخر. ومنطلقات هذه الدراسة تتحدد في النقاط الآتية:   ما الاستراتيجية البنيوية التي تبنتها الرواية لتوضيح العلاقة بين العربي والآخر؟ ثم ما الرؤية التي تبناها الکاتب، وما موقعها بين اليوتوبي والديتسوبي، وما أثر خطابها في الوسط الثقافي إيجابا وسلبا؟ وما أنساقه الإيجابية والسلبية المضمرة؟ ثم ما الذي يفيده المتلقي من مغامرة الرؤية التنبئية؟ وإذا کانت الديستوبية الکابوسية هي ما يغلب على رؤية الکاتب فهل کان ذلک أحد آثار وقوع الکاتب في منطقة التأثر بسلفه جورج أورويل الذي سبق له أن خاض المغامرة التنبئية ذاتها عبر روايته 1984، أو أن الرواية في کابوسيتها لم تغامر بعيدا عما ينذر به الراهن وحققت توازياتها مع الواقع؟   وإدراکا لهذه التساؤلات تطمح الدراسة إلى مقاربة للرواية في بعديها النصي الجمالي، والخارجي الثقافي، من خلال عرض أهم الثنائيات المتضادة والمتصارعة داخل الرواية لتفکيک بنيتها، ثم ترکيز الرؤية الخاصة من خلال أنساق الخطاب لتوضيح أهم مخرجاتها الثقافية.