تعتبر المؤسسات التعلیمية ومنها الجامعات نواة التأثیرعلى المجتمع نحو التحول إلى الفکر المستدام وزیادة الوعى فى المجتمع بأھمیة تطبیق مفھوم الإستدامة لیس فقط من خلال المناھج التعلیمیة التى تدرس، ولکن من خلال التطبیق على المبانى التعلیمیة القائمة المحیطة بھم، فتلک المبانى تحتاج إلى إعادة تأھیل لتحسینها ورفع کفائتھا، ويکون ذلک بتحسين جودة البیئة الداخلیة، وإدارة المخلفات، واستخدام مواد غیر ملوثة والإستفادة من إمکانیات الموقع. وقد أثبتت الدراسات والبحوث أن هناک إرتباطًا وثيقًا بين طبيعة البيئة الجامعية وسلوک الطلاب وإنجازهم وإتجاهاتهم نحو الدراسة، فالطالب الذى يجد فى البيئة الجامعية ما يساعده على النمو السوى والشعور بالأمن والتقدير نجده متوافقًا نفسيًا وإجتماعيًا ولديه الدافع للإنجاز، أما إذا کانت البيئة الجامعية فقيرة ومليئة بالإحباط فإن ذلک يؤدى إلى ظهور الإضطرابات السلوکية والذهنية، بالإضافة إلى تدنى مستويات التحصيل لديهم[1]. ومن هنا يتناول البحث فکرة رفع کفاءة الحيزات المعمارية وخلق مسـاحات رحبة فى المبانى التعليمية عن طريق إعادة إستخدام الحيزات الغير مستغلة أو المهدرة فى المبانى الإدارية بشکل عام والتعليمية بشکل خاص، ومحاولة إستبدالها وإعادة ترتيبها وتوظيفها، وربط توفير المساحات بمشاريع التنمية المستدامة، والتخلص من المخلفات الزائدة وسوء التخزين لتدفق الطاقة الإيجابية فى کافة الحيزات المعمارية، وذلک لتحقيق الإفادة النفسية لمستخدمى المنشأ، بل وأيضًا للإفادة المادية للمؤسسة بأجمعها، وقد تم إختيار کلية الفنون الجميلة بالزمالک التابعة لجامعة حلوان کحالة دراسية ليتم تطبيق مبادئ البحث عليها.