تعتمد الإضاءة الطبيعية في المباني على الشمس کمصدر أساسي للضوء والتي تنعکس أشعتها عن ثبة السماء والغيوم والمباني المجاورة وبالتالي فهي أفضل انواع الاضاءة للانسان . کما أن الفراغات المعمارية المضاءة بضوء النهار تبدو متسعة و مريحة للإنسان أکثر من تلک المضاءة بالإضاءة الاصطناعية نظراً لانفتاحها على الخارج من خلال الفتحات و النوافذ. ونحن في منطقة الشرق الأوسط حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية يجدر بنا استغلال الضوء الناتج من الشمس والاستفادة منه وذلک بتأمين فراغات معمارية مناسبة للاضاءة الطبيعية. أما من الناحية النفسية فان الاضاءة الطبيعية من الأساسيات التي يجب ان يوفرها المصمم داخل الفراغات المعمارية وذلک لما تمنحه الاضاءة الطبيعية من راحة نفسية وحسية للانسان . والتي تتم من خلال اتصال الانسان عبر الفتحات الجانبية بالعالم المحيط بالاضافة الى الأشعة الساقطة والمنعکسة داخل الفراغ والتي تمنحه ديناميکية ملائمة وتضيف اليه بعض من الحرکة والجمال.يختلف دور الإضاءة الطبيعية و أهميتها حسب وظيفة المبنى و کذلک أوقات استخدامه . شکلت الإضاءة الطبيعية أحد المفاهيم الرئيسية في التصاميم المعمارية للمباني عبر مختلف العصور والحضارات ، فلضوء النهار-  بتغير شدته خلال ساعات اليوم- القدرة على إظهار المميزات المعمارية للمبنى بإسلوب يثير مشاعرنا ويفعم فضاءآتنا الداخلية بالحياة والحيوية. تلعب الکثير من العناصر التصميمية الخارجية للمبنى دوراً في التحکم في کمية ضوء النهار الساقط على السطح الخارجي للمبنى والنافذة من خلال الفتحات الى داخل المبنى والذي يتطلب من المصمم أن يکون على معرفة بأساليب التعامل مع تلک العناصر التصميمية المؤثرة على الاضاءة النهارية بالمستويات الملائمة وبالامکانيات المتاحة للمشروع ، ليتم من خلال هذه المعرفة تحقيق أفضل مستوى من الاضاءة النهارية داخل الفراغات الداخلية للمبنى بمختلف وظائفها ومساحتها . الا ان هذا التأثير للعناصر التصميمية الخارجية لم يتم تحديده في الدراسات السابقة بشکل واضح وبالأخص في تلک المناطق ذات السماء الصافية وتحديداً الکاسرات الشمسية ودورها في توفير الراحة الضوئية والتي سنتحدث عنها في هذه الورقة البحثية.