يجسد التراث المعماري والعمراني تاريخ وتجارب األمم السابقة التي تراکمت عبر العصور المختلفة مجسداً لهويتها الثقافية واإلجتماعية .. إلخ , ومحفزاً هاماً لها نحو إستشراق المستقبل , لذي يلزم حمايته بشکل مستدام يضمن بقائه عقودا من الزمن تضاف الى عمر المبني التراثي و تدعم أثره في نفوس المجتمع , وذلک من خالل تطبيق مختلف برامج الحفاظ المستدام التي تضمن حمايته من التهالک واإلندثار بسبب تعرضه لألخطار الطبيعية والبشرية المختلفة والتي تؤدي في حالة إهمالها لمخاطر کارثية قد تمحي التراث المعماري من الوجود, ونظراً للکم الهائل من المباني والمعالم والمواقع التراثية الموجودة في مصر , والتي يستحيل معها تقديم يد العون لحمايتها وإنقاذها في وقت واحد خصوصاً في حالة الکوارث مدمرة کالزالزل والسيول وغيرها، مما يستدعي وضع أولويات التدخل لحماية وإنقاذ ممتلکات التراث المعماري ذو القيمة ودرجة األهمية المرتفعة , ويتم ذلک من خالل اإلدراک الفعلي لجميع جوانب القيم الثقافية المرتبطة بالتراث المعماري لتکوين منظومة تقييم متکاملة , يمکن من خاللها الوصول لتقييم فعال يتناسب مع قيمة وأهمية المباني التراثية الفعلية , سواء کانت قيم ذاتية کامنة في التراث المعماري أو قيم معاصرة لها مردود وإنعکاس مباشر وغير مباشر علي البيئة المحلية المحيطة سواء من النواحي اإلقتصادية أو اإلجتماعية أو الثقافية .. وغيرها. لذلک يتناول البحث دراسة القيمة ودرجة االهمية للتراث المعماري سواء کان تراث معماري مميز علي المستوي المحلي أو مسجل کتراث عالمي للوصول إلي وضع معايير مقترحة يمکن من خاللها تقييم وتحديد درجة أهمية المبني التراثي القائم بشکل کمي مبسط , بهدف تحديد أولويات التدخل لحماية وإنقاذ ممتلکات التراث المعماري القائم و تقديم الدعم الالزم للحفاظ عليها خالل دورة حدوث المخاطر الکارثية , وذلک نظرا إلستحالة إنقاذ وحماية الکم الهائل من التراث المعماري في وقت واحد خالل حدوث المخاطر, باإلضافة إلي ضعف اإلمکانيات الفنية والمادية في دول العالم الثالث.