المسجد هو مرکز دينى وثقافى واجتماعى، وإذا کانت الوظيفة الأساسية للمسجد هو أنه مکان للصلاة فهو أيضا مکان للدرس وملتقى للتواصل بين المسلمين وتمت به العديد من المهام منذ النشأة الأولي للدولة الإسلامية، وقد تميزت وازدهرت حرکه بناء المساجد فى العصور الاسلامية الأولى وارتبط کل منها بتکنولوجيا العصر الذى اُنشأت فيه، واستمر الاهتمام ببناء المسجد في العصر الحديث ليس فقط کقيمة دينية يعتز بها المسلمون في کل مکان على ظهر الأرض ، وانما ککيان أيضا يتم من خلاله استيعاب ما تتيحه تکنولوجيا البناء من معطيات ، رغبة في إعلاء قدرة وتحقيق أعلى درجات الکفاءة في اداؤه لوظيفته، فى العصر الحالى إنعکس التطور التکنولوجى على بناء المساجد محليا وعالميا ، وظهر إستخدام افکار مبتکرة ومواد وطرق انشائية جديده لتصميم المسجد مما نتج عنه وجود العديد من المساجد ذات الافکار الغير تقليدية والتى لم يسبق تنفيذها فى المساجد التاريخية وذلک يمکن أن يتسبب فى بعض الآثار السلبية، لذلک استهدفت الورقة البحثية دراسة وتحليل المساجد الحديثة و توضيح أهم مواد البناء المستخدمة وطرق الإنشاء وتأثيرها على کل عنصر من عناصره مع الأخذ فى الإعتبار تصميم وتشکيل المسجد في عصور الحضارة الإسلامية الأولى وکذلک أيضا أهم المعاير والإشتراطات التصميمة للمسجد وارتباطها بمواد البناء والنظم الإنشائية .ومن خلال ما سبق يستنتج البحث ملامح تشکيل المسجد الحديث وذلک لتحديد الثوابت الخاصة بتصميم المسجد الحديث والذى لا يمکن الحياد عنها ، مع طرح ضرورة الإستعانة بالتطور التکنولوجى المعاصر واستيعابه داخل التصميم الحديث للمسجد.