لما کان العمل اليومي يعتمد على التفاعل بين الأفراد على اختلاف أفکارهم وميولهم واتجاهاتهم وخصائصهم الشخصية، أصبح الصراع بين الأفراد والجماعات في المنظمات حقيقة لا يمکن إنکارها، فهو أمر حتمي تتعدد أشکاله وصورة وأساليب التعامل معه، ما بين صراع سلبى يقف عائقا أمام تحقيق أهداف المؤسسة، وصراع إيجابي بدعم أهداف المؤسسة، وصراع بين الأفراد بعضهم البعض (الصراع البيتشخصي) وصراع بين الأفراد والجماعات معبرة عن حالة من الاستياء وعدم الرضا نتيجة لتصادم المصالح والأهداف والقيم والرغبات والأراء والاتجاهات. ويتم التعبير عن تلک الحالة بالعديد من الأساليب متل : التسامي ، أو التعريض ، أو الانسحاب ، أو التيريز ، أو الإسقاط والإجبار ، أو التعاون ، أو المواجهة والتلطيف ، أو التشويه والوشاية وتتناول الدراسة الحالية الصراع التنظيمي بين العاملين بالجامعة بوصفه حالة سلبية بستخدم لها الأفراد أساليب تتمثل في الانسحاب ، والتعاون ، والاسترضاء والموائمة ، والتنافس ، والحل الوسط وتحاول الدراسة أن تربط بين هذه الأساليب والعوامل الخمسة الکبرى للشخصية المتمثلة في العصابية، والانبساطية ، والمقبولية ، والانفتاح على الخبرة ، ويقظة الضمير ومن خلال تلک العلاقة تجيب الدراسة على العديد من الأسئلة التي توضح أسباب الصراعات بين العاملين بالجامعة، وکيف أنها ترتبط بخصائصهم الشخصية أکثر مما ترتبط بموضوع الصراع أو نوعيته أو الموقف الذي يظهر فيه وتوضح لنا الدراسة أيضأ کيف أن بعض الأفراد ينجحون في إدارة وحل الصراع بينما يفشل الأخرون ، وما الأسلوب الأکثر شيوعا بين العاملين في حل وإدارة الصراع ؟