Subjects
-Tags
-Abstract
تتبلور أهداف البحث في النقاط التالية :
- التعرف على رؤى بعض الفلسفات الغربية في تربية الإنسان.
- التعرف على أهم الأسس التي تقوم عليها التربية البدنية في الإسلام من خلال السنة النبوية
- الوقوف على كيفية الاستفادة من التربية البدنية كما وردت في السنة النبوية المطهرة.
محاولة الوصول إلى صيغة تربوية جديدة للتربية البدنية وذلك لتخريج أجيال يتمتعون بصحة البدن.
منهج البحث :
-المنهج التحليلي ، والذي عن طريقه يتم تحليل بعض ما جاء في السنة النبوية المطهرة بغرض فهم واستنباط أسس التربية البدنية إلي جانب الاعتماد عليه في تحليل بعض نصوص القرآن الكريم.
-والمنهج المقارن والذي عن طريقه يمكن المقارنة بين مكونات الطبيعة الإنسانية في الفلسفات الغربية والإسلام والوصول من خلال المقارنة إلي إثبات أن الطبيعة الإنسانية في الإسلام توازن بين البدن والروح والعقل ،وهي أعم وأشمل من المكونات التي قدمتها تلك الفلسفات الغربية
توصل البحث إلي النتائج الآتية:
- أن مفهوم الطبيعة الإنسانية في المذاهب الفلسفية تعكس التعصب الذميم الذي يصدر عن الجهل العظيم ، ومن هنا كان تركيز هذه المذاهب الفلسفية على بعض المكونات دون المكونات الأخرى ،وبالتالي فإن هذه المذاهب لا تمثل إطاراً عاماً يمكن أن يكون مفسراً لجوانب الطبيعة الإنسانية في كل زمان ومكان.
- أن مفهوم الطبيعة الإنسانية في الإسلام أعم وأشمل من تلك المكونات التي قدمتها تلك المذاهب ،لأنها تشمل الجانب البدني والعقلي والروحي ،مع العلم أنه لا يمكن أن نقارن خالق هذا الإنسان وعلمه بما خلق ، وبين فكر بشرى حاول أن يتوصل إلى تفسير مفهوم ومكونات الطبيعة الإنسانية حيث أنه عجز عن ذلك.
- إن التربية الإسلامية تربية تكاملية وشاملة حافلة بكل ما يحتاج إليه الإنسان من إصلاح أمره من علم وعمل ، وتهذيب وتأديب ، غذاء روحي وبدني ،كما أنها تعتبر تربية متطورة صالحة لكل زمان ومكان.
- ولقد عنت التربية الإسلامية بالإنسان ككل متكامل عقله وروحه وجسمه ،جانبه المادي وجانبه الروحي والعقلي ،بل أعطت لكل منها نصيبا من الاهتمام والعناية التربوية.
- ولقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم ركائز التربية النبوية على أساس من الشمول لكل حياة الإنسان ، بل ونظرت للإنسان على أنه كل يتألف من أجزاء ولابد لها أن تتساوى وأن تتوازى : فالجسم والروح والعقل كل هذا له قيمة ، وكل جزء له وظيفته التي يقوم بها وفى نفس الوقت متكامل لا وجود لإحداها دون الآخر وتكون معاً طبيعة واحدة متميزة هي طبيعة الإنسان .
- والسنة النبوية نراها قد رسمت الطريق الصحيح لبناء الإنسان صحيح البدن ، بحيث يصبح لبنة قوية متماسكة وعنصراً إيجابياً صالحاً في مجتمعه الكبير، كما رسمت الطريق الصحيح لبناء المجتمع الإنساني الفاضل الذي يشكل البيئة الصالحة لبناء الإنسان بالتنشئة السليمة والتربية العالمية ، وتتيح له إظهار طاقته المدخرة فيه.
- وتتسم نظرة السنة النبوية إلى حقيقة التربية البدنية بالعمق والشمول بالنسبة إلى أي نظرة من تلك النظرات أو الآراء ، وأكثر شمولاً لأنها لا تقتصر على وجهة نظر واحدة من أولئك المربين ، وليست مقابلة لوجهة نظر معينة أيضاً.
- إن السنة النبوية دعت إلى استخدام جميع الأساليب التربوية على حسب تأثيرها ومقدارها اللازم في كل مرحلة من مراحل التربية البدنية.. فالاقتصار على أسلوب واحد على امتداد مراحل التربية البدنية أو التركيز على بعضها دون البعض أقل مما ينبغي يكون له أثر سلبي في التربية ، ولا يؤدى الأمر في النهاية إلى انسجام في شخصية المتعلم الجسمية وموازنة السير على الطريق المستقيم .
- وقد اهتمت السنة النبوية المطهرة بتربية الإنسان بدنياً ، كما اهتمت كذلك بالتربية الروحية والعقلية فنراها مثلا ًتهتم بالغذاء واللباس ..ومدي أهمية الغذاء لنمو البدن واكتمال قوته ، مستهدفة بذلك تقويته وتهيئته لتحمل أعباء المسئولية الملقاة عليه.. كما دعانا الرسول صلي الله عليه وسلم بالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس لان الاعتدال وسط وفضيلة .. كما يدعونا إلي عدم الإسراف إذ أنه ترف مذموم ومضيعة للمال ومضرة للبدن وخمول للعقل .
- كما ركزت السنة المطهرة علي ما للجسم من حقوق في الراحة والنوم ودعت إلي تجنيبه الإرهاق صونا لسلامته وحفاظا علي صحته لكي يؤدي الإنسان دوره الفعال في الطاعات والتكاليف والأعمال.
- دعت السنة المطهرة إلي ممارسة الرياضات المختلفة وتعليمها وإتقانها لأنها تعطي للإنسان القوة والشجاعة والإقدام والتحمل وغيرها .
- كما أبرزت السنة المطهرة اهتمامها وإدراكها السباق للرياضة وذلك لتأثيرها الايجابي الفعال علي النمو البدني للإنسان ، وحسن قيام أجهزته الداخلية والخارجية بوظائفها وذلك تمكينا للبدن من الاستعداد لمواجهة مشاق الحياة والقدرة علي تحمل أعبائها .
- أولت السنة النواحي الوقائية الأهمية الكبرى وأرست دعائم الطب الوقائي في الوقت الذي لم تهمل فيه النواحي العلاجية...كما أرسي عليه السلام أسس وقواعد " الحجر الصحي " وذلك حتى لا يتعرض الإنسان السليم للعدوى والهلاك ، وحتى لا يحمل المريض العدوى للآخرين ، وأيضا حتى تنحصر آثار العدوى في أضيق الحدود وأصغر المناطق وأقل عدد من الناس .
- كما اهتمت السنة المطهرة بالتربية الجنسية ووضعت لها قواعد تواكب الفطرة التي فطر عليها الإنسان وتحفظه من الوقوع فيما حرم الله تعالي بالتالي كانت نظرة السنة للجنس نظرة احترام وتقدير كدافع من الدوافع الفطرية للإنسان يجب إشباعها بالطريق المشروع وهو الزواج.
- ولقد أولي الإسلام بموضوع اللباس وستر العورة اهتمامه البالغ وعنايته المؤكدة ، وعد ذلك من أوليات التعاليم الدينية الدالة علي الرقي في الذوق الاجتماعي المتوافق مع الفطرة الإنسانية ومكارم الأخلاق . قال تعالي " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون" (1) وأن مخاطبة الله تعالي للناس بلفظ الآدمية ، والتي تميزهم عن الحيوانات من حيث ستر الأبدان واتخاذ الملابس والتزين بها دليل علي أن التكشف والتعري سمة حيوانية بهيمية وخلاف للفطرة الإنسانية ، وهو إتباع لأمر الشيطان وتركا لطاعة الله.
- كما أكدت السنة المطهرة علي أن رعاية الجسم والعناية به واتخاذ اللباس المناسب لستر العورة تعني بدورها العناية بالعقل والروح ؛ لأن كلاً من هذه الجوانب الثلاثة التي تتكون منها الطبيعة الإنسانية يتأثر بالآخر تأثراً مباشراً ؛ فحين يطلب الإسلام الحفاظ على الأبدان فإنما يطلب حفظها عن الدنس ، والميوعة ، والخلاعة ، وعن كل ما من شأنه أن يُضعف ويؤدي إلى الفراغ الذهني والعقلي ، وبالتالي شل طاقات الجسم الحيوية عن أداء مهمتها كما أراد لها الله عز وجل.
- كما يدعونا الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الأخوة الإنسانية التي تجمع البشر جميعا وتوحدهم وتسوي بينهم، ونبذ التعصب والتفرقة التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم وحث علي التعارف والتعاون علي البر والتقوى والعيش المشترك فالكل سواء والتقوى هي معيار التفضيل بين العباد يقول تعالي " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" (2) فالتربية الإسلامية تعمل علي تنمية الإنسان تنمية شاملة عالمية ، ليكون الإنسان عالمياً صالحاً لكل مجتمع ، إذ لديه الأصول العامة ، ومعه عقل متفتح علي العالم وخبرات يستغلها في خدمته ، وفي طاعة الله ، فالإسلام لم يعلمنا الرفض الحضاري ،وإنما علمنا أن نكون منفتحين علي العالم ، ولكن بالاختيار والانتقاء والعزل والفصل ، ثم إعادة البناء.
- أكدت السنة النبوية علي أن التعصب للرأي رذيلة من الرذائل التي يجب البعد عنها ، وأن يبرأ الإنسان منها حتى لا يضيع حقوق الآخرين ويتعرض لعقاب الله تعالي لأن الذي يضيع حقوق الآخرين ستقع عليه مسئولية إرجاع الحقوق لأصحابها أو انتظار العقاب في الآخرة ، فهناك حقوق إنسانية عامة مشتركة بين البشر جميعاً بعيداً عن سياسة الكيل بمكيالين!!وأن التعصب للرأي من أهم أسباب تأخر الأمم فالذي يتعصب لرأيه يري نفسه علي صواب وغيره علي الخطأ مما يسبب الشقاق والتنافر ويضر بالمجتمع ، ولقد ضرب لنا فقهاؤنا وعلماء المسلمين المثل في التسامح وقبول الرأي الآخر بل مناقشة مختلف الآراء للوصول إلي الرأي الصواب، وأن الترجيح بين الآراء هو أساس تغليب رأي علي آخر.
(1) سورة الأعراف : آية 26.
(2) سورة الحجرات : آية 13.
DOI
10.21608/sjes.2020.261527
Keywords
أسس التربية البدنية, السنة النبوية
Authors
First Name
هشام عبد الحميد
MiddleName
-Affiliation
-Email
-City
-Orcid
-Link
https://sjes.journals.ekb.eg/article_261527.html
Detail API
https://sjes.journals.ekb.eg/service?article_code=261527
Publication Title
المجلة العلمية للتربية البدنية وعلوم الرياضة
Publication Link
https://sjes.journals.ekb.eg/
MainTitle
-