لقد تعرضت تلک الدراسة لبحث جريمة الإرهاب الدولى کفعل من أفعال جريمة الإبادة الجماعية، حيث نجد ان هذه الجريمة تنتقل من دولة إلى أخرى فالصراعات الدولية والإقليمية تضمنت أمثلة کثيرة على وقوع هذه الجريمة، مثل هذه الصراعات النزاعات المسلحة فى أفريقيا خاصة حربى الصومال ثم رواندا، وأيضا النزاعات المسلحة فى منطقة البلقان بأوروبا والمجازر البشرية فى البوسنة والهرسک. وقد قسم الباحث هذه الدراسة الى مبحث تناول فيه الباحث جريمة الإبادة الجماعية على توسع في مطلبين حيث کان المطلب الأول يحمل عنوان: الأفعال المعترف بها کجرائم إبادة جماعية وفقاً للنظام الأساسى للمحکمة الجنائية الدولية. وفى المطلب الثانى يحمل عنوان: الأعمال الإرهابية التى يمکن وصفها بجرائم إبادة جماعية. وفى المطلب الأول قد توصل الباحث الى انه تعتبر جريمة الإبادة الجماعية من الجرائم الجماعية المنظمة، حيث يتم إبادة جماعة بطريق العمد، والإبادة إما أن تکون بتدمير الموارد البشرية لهذه الجماعة بشکل جزئى مما يترتب عليه تدميرهم کُليا فى النهاية، ومثال على ذلک التعقيم القسرى وعدم إنجاب أطفال أو خطف الأطفال من إحدى الجماعات. کما عرض الباحث إن جريمة الإبادة الجماعية کجريمة دولية تتسم بعدة خصائص وأرکان، وبالرجوع إلى القول أن الجريمة هى جريمة دولية بطبعها، يولد هنا حتماً مسئولية مزدوجة تقع تبعيتها على الدولة من جهة، وعلى الأفراد الطبيعيين من جهة أخرى. وفى المطلب الثانى تم عرض الأعمال الإرهابية التى يمکن وصفها جريمة إبادة جماعية وقد توصل الباحث الى في الحقيقة أن اتفاقية الأمم المتحدة لمنع إبادة الجنس البشرى سبق وأن نصت فى المادة الثانية منها على حظر قتل أعضاء الجماعة بوصفه صورة من صور جريمة إبادة الجنس البشرى. بشرط أن يقع هذا القتل استناداً لدوافع أو بواعث سببها الصفة الوطنية أو العرفية أو الجنسية أو الدينية لهذه الجماعة. وقد تلاقى نظام المحکمة الجنائیة الدولیة ثغرات الاتفاقیة بالنص صراحة على الجزاءات والتدابیر التى توقع على مرتکب الجریمة الدولیة التى تدخل ضمن اختصاص هذه المحکمة المواد (77، 80) فضلا عن النص صراحة من أن تطبیق العقوبات الجنائیة على الأطراف المسئولین عن هذه الجرائم لا یخل بمسئولیة الدول حسب القانون الدولى يرى الباحث بعد أن قام باستعراض مفصل لمفهوم جرائم الإرهاب وجرائم الإبادة الجماعية، وأيضًا کل الأفعال التى تندرج تحت هذه الجرائم، قد استخلص نتيجة أن أى عمل عنيف من کل ما تم ذکره ما هو إلا محاولة لبث روح الذٌعر والرعب فى نفوس الشعوب، ولا بد أن تندرج عمليات الإرهاب ضمن جرائم الإبادة الجماعية.