الملخص العربي: يهدف هذا البحث إلى إيجاد مقاربة أو أوجه اتفاق لبعض الجوانب المتعلقة بمفهوم التواصل الوجودي عند کارل ياسبرز، وبعض الأسس التي قدمها أرسطو عن مفهوم الصداقة. فقد أکد ياسبرز أهمية التواصل الوجودي، وکان يرى أن الوجود نفسه لا يتحقق للفرد مستقلًا عن الآخرين، ولا يمکن أن يوجد الإنسان إلا مع الآخرين، ولا يختلف هذا کثيرًا عمَّا أکده أرسطو مرارًا وتکرارًا من قبل في کتابه الأخلاق النيقوماخية عن أهمية الصداقة في حياتنا؛ وذلک عندما قال: إن الإنسان اجتماعي بطبعه، وإن الطبيعة جعلته محتاجًا إلى الآخرين، وتکوين الصداقات معهم لتستمر الحياة. وإن الموجودات البشرية "ليس من السهل عليها وهي بمفردها أن تستمر في النشاط والفاعلية". وکذلک يدعونا ياسبرز إلى أن نبادر إلى التواصل الحق من إنسان إلى آخر بنوع من الحوار الحميم أو التصارع الفکري الذي يقوم على التنافس المفعم بالحب لتستمر الحياة. والاتصال عند ياسبرز هو ما يميز المجتمعات الإنسانية عن تلک المجتمعات الحيوانية؛ ,وياسبرز يرى إننا لا نتفلسف متخذين نقطة انطلاقنا من العزلة، بل نحن نتفلسف ابتداءً من الحياة المشترکة القائمة على التواصل. واکد ارسطو أن کل موجود يشعر بالحنين إلى مثله في النوع، وإلى الاجتماع معه بالغريزة، وأن هذا الأمر ليس خاصًا بالبشر وحدهم، بل بين معظم الحيوانات الأخرى.