Subjects
-Abstract
أضحى ما آلت إليه القوة السياسية للدولة "العثمانية" من ضعف وتردٍ- واقعًا ملموسًا لدى العديد من الدول الآوروبية خلال العقدين الأول والثاني من القرن العشرين. ولقد أدى هذا الواقع إلى نوع من الفراغ السياسيّ اتضحت ملامحه فى المنطقة النفيسة في الدولة "العثمانية" التي کانت تتمثل في المشرق العربّي. وفي إطار هذه الواقعية وما ترتب عليها من فراغ سياسيّ تحولت منطقة "المشرق العربيّ" إلى فرصة تاريخية ذات أبعاد تفاوضية غير معلومة الاتجاه من ناحية، وذات أبعاد استعمارية تفکيکية من ناحية أخرى. وفي إطار هذا کله، وبجملة من الجغرافيات الاستباقية داخل الإطار العام للجغرافيات المضطربة في المشرق العربيّ آنذاک؛ کان لــ "عبد العزيز بن سعود" مشروعه الخاص الذي بدأه منذ أن کان أميرًا لمنطقة "نجد" في عام (1902م) وتوج به ملکًا على "المملکة العربية السعودية" في عام (1936). ذلک المشروع العبقريّ الذي لو کُتبت له الاستمرارية لشغل "الفراغات السياسية" کافة، في الدولة "العثمانية" آنذاک. فلقد انتهى إلى "الهجرة" بوصفها مجالًا للتطبيق، فنبتت خطوة استقرار البدو وتوطينهم في قريتهم (الأولى) أو هجرتهم (الأولى) تحت اسم هجرة "الأرطاوية" في عام (1912). وبالنبت وبالهجرة (الأولى) نضج الفکر، فانتشرت "الهجر". ووفق الاتجاهات التوظيفيّة للهجر تکونت الأطر الثقافية للمعمور، فخلصت إلى جملة من الأحيزة الجغرافية القصدية، انتهت إلى جملة من الأحيزة الجغرافية الهجرية أظهرت فيما بينها درجات من التماسک الداخليّ، فانتهى أمرها إلى تکوين الوحدة.
وفي إطار هذا کله نشأ "العمران التنمويّ" من خلال إسقاط المنظومة المجتمعيّة/الثقافية على الوسط البيئيّ أو الطبيعيّ؛ ذلک الإسقاط النشط الفعال الذي حدده فکر التغيير بالشکل الذي توافق مع مطالبه الملحة سعيًا إلى الهدف المراد بلوغه. ومن ثم لم يکن "العمران التنمويّ" إلا نتاج فکر کان يؤمل من خلاله تحقيق غاية معينة ومرهونًا بمجتمع معين، وبذلک يمکن عدّه مظهرًا من مظاهر فعل المجتمع وفق فکر قاد عناصره الأساسية کافة إلى التضافر والتسابق؛ لتأمين الاستمرار الوظيفيّ للمجموع المتکامل. وعلى ضوء ذلک استمر العمران التنمويّ على مستوى "المملکة العربيّة السعوديّة" وتَدافع لبلوغ اللامعلوم في ظل خطوات استباقيّة تارة أو بخطوات استشرافية تارة أخرى. وتدور فکرة الدراسة حول المدخلات التي أدت إلى تأسيس الهجر بعدّها تجربة توظيفيّة انطوت على مجموعة من الآليات التنفيذيّة تم الاستدلال على نجاحها بمعلومية نتائجها التي توجت بتأسيس المملکة العربيّة السعوديّة في عام (1932). وفي إطار ذلک استُولدت فکرة دراسة "الهجر" کونها رؤية توظيفيّة بدافعية جملة من الغايات نجحت مخرجاتها بإدراک المزيد من الطموحات. ولقد اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخيّ، في إطار محاولة بناء الأحداث التاريخيّة لقرى الهجر بعدّها مجموعة من المحلات العمرانيّة اتصفت بمجوعة من الأبعاد السکانية، والعمرانيّة، والوظيفيّة بصفة عامة. کما اعتمتدت على المنهج الاستدلالى الذى يعد بمنزلة الداعم الحيوى الذي أکسب الدراسة قوة الدفع للانتقال من حدث تاريخيّ إلى آخر کونه اتاح إمکانيّة الانتقال من المعرفة الجزئية الذاتيّة حيث خصائص "الهجر" إلى المعرفة الکلية حيث منطقة "نجد" ومن بعدها "شبه الجزيرة العربيّة" في رباط واحد. وبناءً على ذلک اتاح المنهج الحکم على مدى دقة الحدث التاريخيّ وذلک بمقارنته، وربطه، واتساقه بالحدث الذي يليه. وبناءً على خطوات المعالجة، فقد شملت الدراسة (ستة) محاور رئيسة غلب عليها الاتجاه الأصولى فى إطار من التحليل والنقد، أما الاتجاه الانتفاعى فلقد تمثل فى نتائج الدراسة وتوصياتها.
DOI
10.21608/jfafu.2022.185677
Keywords
الهجر, الأرطاوية, المجتمع الجديد, التنمية
Authors
First Name
محمد عبدالقادر راشد اسماعيل
MiddleName
-Affiliation
قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية - کلية الاداب - جامعة الاسکندرية
Orcid
-Article Issue
العدد 2 (الإنسانيات)
Link
https://jfafu.journals.ekb.eg/article_185677.html
Detail API
https://jfafu.journals.ekb.eg/service?article_code=185677
Publication Title
مجلة کلية الآداب جامعة الفيوم
Publication Link
https://jfafu.journals.ekb.eg/
MainTitle
جغرافيات الهجر الاستباقيّة بين مدخلات الفکر التوظيفيّ ومخرجات الفعل التأسيسيّ : دراسة في الجغرافيا التاريخيّة في الفترة من عام (1912) إلى عام (1932)