ملخص:
تشکل الاستعارة جزءا کبيرا من طبيعة اللغة وما حولها من مصطلحات في مجالات متعددة، وحضر المجاز بکثافة في تطور اللغة العربية، ونال حضورا کبيرا في تصور "جماعة الديوان" على مستويات متعددة، کما دخلت دراسة الاستعارة إلى حقول بعيدة أو قريبة من اللغة مثل السياسة والتاريخ والاقتصاد، ويکشف البحث عن حضورها في المصطلحات النقدية القديمة.
والاستعارة في فهم البحث نشاط ذهني، وطاقة لغوية، وليست مجرد تشبيه حُذف أحد طرفيه، ولکنها طريقة تفکير وآلية تعبير واضحة. ويرکز البحث على مصطلحات استعارية جاءت في لغة جماعة الديوان في العصر الحديث لتختبر حضورها بغرض التزيين البلاغي أحيانا والإقناع أحيانا والاستثناء والتکثيف لکثير من مقولات النقد الأساسية لديهم في أحيان أخرى. يختار البحث عينة من استعارتين کانتا في رأيه أکثر الاستعارات أهمية، وجاءت نتائجه لتؤکد أن هذه الاستعارات کان مخططا لها بعناية، وأن أغلب المقولات النقدية الأساسية لديهم کانت تدور حولها. کما ظهر الأثر الديني والأبعاد المعرفية لتکوين الاستعارات، انعکاسا لخروج النقد لديهم عن حيز اللغة فقط.