مما لا شک فيه أن المرأة قد شکلت عبر الحقب التاريخية المختلفة عنصرا فاعلا له مکانته على الأصعدة کافة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، ولقد حاولت الباحثة أن تستشرف مکانة المرأة العربية المسلمة من خلال مکانة المرأة في طوق الحمامة ،ومصارع العشاق؛ وذلک لإماطة اللثام عن أحوالها من خلال ما حفظته ذاکرة الأمة ووعته سجلات الزمن، وسوف نتناول هنا صورة المرأة من خلال طوق الحمامة وکذلک مصارع العشاق لأنهما من بيئتين مختلفتين المشرقية والأندلسية، فهل أثرت البيئة في اختلاف صورة المرأة في الکتابين؟ خاصة أنّ الکتابين لفقيهين وأنهما عاشا تقريباً في فترة زمنية شبة متقاربة. فهل کان اختلاف البيئة له أثر في اختلاف النظر إلى المرأة؟،حيث إن لمکان إبداع النص والقائه أثراً کبيراً في رسم معالم الإيحاء الفکري والاجتماعي والعاطفي عند مؤلف النص ومتلقيه على حد سواء. فما هي الصورة التي رسمها کل من ابن حزم وابن سراج للمرأة الأندلسية والمشرقية؟ وکيف کان ينظر کلاهما إليها؟ هل کانت البيئة لها تأثير في النظر إلى المرأة؟ وما دورها في علاقات العشق: أهي عاشقة أم معشوقة؟ وهل في مقدرتها التعبير عن مشاعرها؟ وما هي الصورة التي ظهرت فيها المرأة في الطوق وکذلک المصارع ؟ وما مستوى ظهورها ؟وما مدى سعة ظهورها في مشاهد العشق؟ وهل احتلت مکانها سيده محترمة ذات مکانة في قصر الخلافة أم کانت جارية ؟ وهل تمتعت المرأة في المشرق وبلاد الأندلس بمکانة اجتماعية وثقافية واقتصادية .