تتناول هذه الدراسة واحدة من العتبات النصية المهمة، وهي عتبة (الإهداء) في المدونة العربية الحديثة من خلال عينة من الإهداءات بلغة (65 إهداء) منوعة بين فنون الکتابة المختلفة؛ وتسعى الدراسة متکئة على معطيات الدرس اللساني والسيميائي إلى استکشاف شبکة العلاقات الکامنة وراء هذا الخطاب التواصلي المباشر الذي يجاوز حدود المتن الأصلي للمدونة العربية إلى سياقات اجتماعية وثقافية وسياسية وإنسانية مختلفة ومغايرة. وعلى ذلک فقد تناولت الدراسة شبکة علاقات الإهداء من خلال خمسة محاور، هي: 1-    علاقة الإهداء بالکاتب. 2-    علاقة الإهداء بـ(القارئ والمهدى إليه). 3-    علاقة الإهداء بالنص. 4-    علاقة الإهداء بالواقع الخارجي. 5-    علاقة الإهداء بالنوع النصي. وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة؛ منها: -          يمثل الإهداء إشعارا بفخر المؤلف واعتزازه بمدونته، وهو اعتزاز يتراوح الإفصاح عنه بين التصريح والتلميح. -          الإهداء حق أصيل للمؤلف کاتب المدونة، وهذا ما تجري عليه غالب الإهداءات، ويخرج عن هذا الحکم لون من الإهداءات لمدونات تستدعي ملابسات تأليفها وطباعتها تنازل اختياري أو اضطراري من المؤلف عن حقه في الإهداء، وهو ما يتجلى في صور ومظاهر مختلفة، مما يمثل ثراء واضحا في تجليات النص الإهدائي. -          کما أن للکاتب في عموما نتاجه الأدبي بصمته الأسلوبية في الکتابة، فإن کثيرا من الکتاب لهم بصمة أسلوبية واضحة في إهداءاتهم، وهو أمر يمکن الوقوف عليه بمطالعة إهداءات عدة مدونات لمؤلف واحد.