تتوقف هذه الدراسة عند ثلاث قضايا – يراها الباحث - متصلة هي : ( الثنائيات اللسانية ، والتعدد المصطلحي ، وجهود توحيد المصطلحات ) ؛ أما قضية الثنائيات اللسانية ، فيقصد بها تلک الثنائيات اللغوية المتلازمة التي أرسى قواعدها دي سوسير منذ مطلع القرن العشرين في الدرس اللساني المعاصر، وما تبع تلک الثنائيات اللسانية من انتشار کبير ؛ وکان لها أثر مباشر في انتشار ظاهرة تعدد المصطلحات في مجال اللسانيات ؛ ومن ثم فقد انطلقت الجهود هنا وهناک ؛ بهدف مواجهة هذا التعدد المصطلحي ، وذلک عن طريق محاولات متنوعة ؛ تسعى نحو توحيد المصطلحات في المجال المعرفي الواحد.       وتحاول الدراسة الإجابة عن التساؤلات البحثية الآتية : هل هناک علاقة بين الثنائيات اللسانية ، وبين التعدد المصطلحي ؟ وإن کان هناک علاقة ؛ فما طبيعتها ؟ وما مظاهر التأثير والتأثر بينهما ؟ وهل يمکن القول بأن قضية التعدد المصطلحي – بوصفها قضية لسانية - قد نشأت في ظلال الثنائيات اللفظية ؟ أو هل هناک عوامل ومسببات أخرى أدت إلى ظهور التعدد المصطلحي ؟ وما صحة الادعاء بأنه لا توجد جهود جماعية من أجل توحيد المصطلحات ؟  وأن المؤسسات اللغوية المعنية لا تهتم بهذا الشأن ؟