يوضح "جون لوک" أن العدد يعد سمة أساسية في الأشياء المُدرکة. ومن ثم، فإن أي شئ يحمل العدد واحد بوصفه سمة رئيسية فيه، وقد تحدث "لوک" عن العدد بغية اظهار ان افکارنا عن العالم الخارجي مشتقة من الخبرة الحسية. ومن ثم، فقد أسس کل أفکاره عن العدد على الخبرة الحسية، وذلک خلال الوحدة العددية أو العدد واحد الذي عده فکرة بسيطة عن الخبرة الحسية
وبينما وضع "لوک" الواحد الصحيح ضمن فئة الافکار الحسية البسيطة. نجد انه وضع العدد (2) ضمن الافکار المرکبة؛ وقد تکون نتيجة تکرار الواحد الصحيح واضافته الى بعضه البعض. ومن ثم، اشار الى ان الاعداد نفسها ما هى الا وحدات عددية.
وقد کان لجورج بيرکلي موقف نقدي من فکرة "لوک" عن الوحدة العددية، موضحا أنها تعد فکرة مجردة غير مقبولة، حيث قام بنقده في کتابة "تعليقات فلسفية". ولعل سبب ذلک هو موقف بيرکلي النقدي بشکل عام من الافکار المجردة، وذلک لتنقيح الفلسفة من الشوائب العالقة بها، والتي مثلت عائقا کبيرا حال دون ادراک الحقيقة
ويعد العدد – وفقا لرؤية بيرکلي – من صنع العقل بشکل تام؛ ويتضح لمن يتدبر ان الشئ نفسه قد يکون له مسميات عددية مختلفة، لان العقل ينظر اليه من جوانب متعددة. فمثلا الماصدق نفسه قد يکون واحد او ثلاثة او ستة وثلاثين، تبعا لما اذا کان العقل يراه ياردة او قدم او بوصة، فالعدد نسبي بصورة واضحة. ومن ثم، فالأعداد من منظور بيرکلي – وعلى عکس لوک – غير مشتقه من الخبرة الحسية وانما هي من صنع العقل. وبناء على ذلک، فإن الأعداد تعتمد على ادراک اختيار العقل للوحدة العددية.